اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 362
بوجهه فقال: ما لكم و لي تطؤون عقبي، و أنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم؟ لا تفعلوا رحمكم اللَّه. من كانت له إليّ حاجة فليقلني بعشاء، ثم قال: إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر: مؤمن فقيه، و مؤمن لم يفقه، و منافق، و ذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا و إيناعا و طيبا، و يصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا و يكون لها ثمرة، و يصيب الهشيم من الشجرة فيحطّمه، ثم قرأ: وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [الإسراء: 82].
اللَّهمّ ارزقني شهادة توجب لي [47] الحياة و الرزق قال أسير: فلم يلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث عليّ. فخرج صاحب القطيفة أويس، و خرجنا معه، حتى نزلنا بحضرة العدو.
قال ابن المبارك: فحدثني حماد بن سلمة، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أسير، قال: فنادى منادي عليّ، يا خيل اللَّه اركبي و أبشري، فصفّ الناس لهم، فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه، ثم جعل يقول: يا أيها النّاس تمّوا ليتمّنّ وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة، فجعل يقول ذلك و يمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردّى مكانه كأنما مات منذ [...] و هو صحيح السند] [1].
أدرك النّبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و نزل دمشق، قاله ابن عساكر.
و روى ابن أبي خيثمة، و أبو حاتم، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال:
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الدّرداء- أو يزيد بن أبي سفيان: و أقرئ مني الرجل الصّالح- أبا زكريا إياس بن زيد- السّلام. و لأبي زكريّا رواية عن سلمان الفارسيّ و غيره.
502- إياس بن صبيح
بن المحرّش بن عبد عمرو الحنفي، يكنى أبا مريم.
قال ابن سعد: كان من أصحاب مسيلمة، ثم تاب و حسن إسلامه، و ولي قضاء البصرة في زمن عمر.
أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي مريم الحنفي- أنّ عمر قرأ بعد الحدث، فقال له أبو مريم الحنفيّ: إنك خرجت من الخلاء، فقال له: