responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 24

من أحبّ النّاس إليك من الرّجال؟ فقال: «أبوها». يعني عائشة رضي اللَّه عنها- و تقديمه في الصّلاة على ما قدّمنا مع أن الاتّفاق على أن السّنّة أن يقدم على القوم أفضلهم علما، و قراءة، و خلقا، و ورعا، فثبت أنه كان أفضل الصّحابة، و صحّ من حديث ابن عمر في صحيح البخاريّ قال: كنا في زمن النّبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النّبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) لا نفاضل بينهم،

و صحّ فيه من حديث محمّد بن الحنفيّة: قلت لأبي: أيّ النّاس خير بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)؟ فقال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، و خشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت قال: ما أنا إلا واحد من المسلمين،

فهذا عليّ نفسه مصرّح بأن أبا بكر أفضل النّاس، و أفاد بعد ما ذكرنا تفضيل أبي بكر وحده على الكلّ، و في بعض ترتيب الثّلاثة، و لما أجمعوا على تقديم عليّ بعدهم دل على أنه كان أفضل من بحضرته و كان منهم الزّبير و طلحة فثبت أنه كان أفضل الخلق بعد الثلاثة.

هذا و اعتقاد أهل السّنّة تزكية جميع الصّحابة و الثناء عليهم، كما أثنى اللَّه سبحانه و تعالى عليهم إذ قال:

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‌ [1]. [2].

و قال العلّامة البغداديّ في «أصول الدّين»: [3] أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم السّتّة الباقون بعدهم إلى تمام العشرة و هم: طلحة و الزّبير و سعد بن أبي وقّاص و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل و عبد الرّحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجرّاح، ثم البدريّون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرّضوان بالحديبية، و اختلف أصحابنا في تفضيل عليّ و عثمان، فقدم الأشعريّ عثمان، و بناه على أصله في منع إمامة المفضول.

و قال محمّد بن إسحاق بن خزيمة و الحسين بن الفضل البجليّ بتفضيل علي رضي اللَّه عنه- و قال القلانسيّ: لا أدري أيهما أفضل، و أجاز إمامة المفضول.

و قال العلّامة اللقانيّ في جوهرته:

و أوّل التّشاجر الرجز الّذي ورد* * * إن خضت فيه و اجتنب داء الحسد


[1] آل عمران: 110.

[2] المسايرة 166- 168.

[3] أصول الدين للبغدادي 304.

اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست