اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 175
أبو [1] أبو مكنف [2] بن شرحبيل بن معديكرب بن مصبح بن عمرو بن ذي أصبح الأصبحي الحميري. ذكره الرشاطي في «الأنساب»، و قال: إنه وفد على النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) ففرش له رداء، و إنه كان بالشام، و كان يعد من الحكماء. حكاه الهمدانيّ في «النّسب»، قال: و كان يروي عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) أحاديث.
15- أبرهة بن الصباح الحبشي
أو الحميري. قال الفاكهي في كتاب مكة: و ممن كان بمكة، يقال إنه من حمير، و هو حبشي- أبرهة بن الصباح، أسلم و لم تصبه منة لأحد، كذا قال، و ما أدري أ هو جدّ الّذي قبله أو غيره. [ثم ظهر لي أنه غيره، فقد ذكره ابن الكلبيّ فقال: إنه كان ملك تهامة، و أمّه بنت أبرهة الأشرم الّذي غزا الكعبة، و سيأتي أبو شمر بن أبرهة بن الصباح في الكنى] [3].
16- أبرهة- آخر:
قال ابن فتحون في الذيل: هو أحد الثمانية الشاميين الّذي وفدوا مع جعفر مع اثنين و ثلاثين من الحبشة، و إياهم عنى اللَّه بقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ [القصص: 52]، حكاه الماوردي عن قتادة انتهى.
و سمى مقاتل الثمانية المذكورين: أبرهة، و إدريس، و أشرف، و أيمن، و بحيرا، و تماما، و تميما، و نافعا. حكاه أبو موسى في «الذّيل»، و ظن ابن الأثير أنّ بحيرا هذا هو الراهب المشهور الّذي رأى النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) قبل البعثة. فقال: قد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه انتهى.
و الظاهر أنه غيره، لأنه إنما رآه في أرض الشام، و هذا الآخر [4] إنما هو من الحبشة، و أين الجنوب من الشمال؟ و لا مانع من أن يتسمّى اثنان باسم واحد.
و روى أبو الشّيخ و غيره في «التّفسير» عن سعيد بن جبير في هذه الآية، قال: قال الذين آمنوا من أصحاب النجاشي للنجاشي: ائذن لنا فلنأت هذا النبي الّذي كنّا نجده في الكتاب، فأتوا النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) فشهدوا معه أحدا. فهذا يدلّ على أن للقصة أصلا، و اللَّه أعلم.