اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 169
أسبل و أقبل و لا تخف أحدا* * * بنو سعيد أعزّة الحرم [1]
[المنسرح] ثم قدم عمرو و خالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) فأسلم أبان أيام خيبر. و شهدها مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فأرسله النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم في سرية.
ذكر جميع ذلك الواقديّ، و وافقه عليه أهل العلم بالأخبار و هو المشهور، و خالفهم ابن إسحاق فعدّ أبان فيمن هاجر إلى الحبشة و معه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، فاللَّه أعلم.
و روى ابن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ أحد الضعفاء عن إياس بن معاوية بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) عثمان بن عفان إلى مكة، فأجاره أبان بن سعيد، فحمله على سرجه، أردفه حتى قدم مكة.
و قال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص، و كان وليّ صدق، فخرج تاجرا إلى الشام. فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له «يكا»، وصف له صفة النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و اعترف بنبوته، و قال له: أقرئ الرجل الصالح السلام. فرجع أبان فجمع قومه، و ذكر لهم ذلك، و رحل إلى المدينة [2] فأسلم.
و في البخاريّ، و أبي داود، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد [3]، فقدم هو و أصحابه على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بخيبر ... الحديث.
و قال الواقديّ: حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، قال:
مات النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) و أبان بن سعيد على البحرين [4]، ثم قدم أبان على أبي بكر، و سار إلى
[ ()] و مكة مرحلة و بينها و بين المدينة تسع مراحل.
[1] رواية البيت في الاستيعاب هكذا: أقبل و أدبر .... انظر الترجمة «4».
[2] المدينة لها أسماء: المدينة، و طابة، و طيبة، بفتح الطاء و قيد بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها فإنّها قرية قرب زرود و يثرب كان اسمها قديما فغيره النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) لما فيه من التثريب و هو التعبير و الاستقصاء في اللوم و تسميتها في القرآن يثرب حكاية لقول من قالها من المنافقين المطلع/ 158.
[3] نجد بفتح النون و سكون الجيم قال صاحب المطالع: و هو ما بين جرش إلى سواد الكوفة و حدّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة و نجد كلها من عمل اليمامة و قال الجوهري و نجد من بلاد العرب و هو خلاف الغور و هو تهامة كلها و كل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد و هو مذكر. انظر:
المطلع/ 166.
[4] البحرين: روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق و حدّه من عمان ناحية جرّفار و اليمامة على جبالها
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 169