responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موجز عن الفتوحات الاسلاميه المؤلف : طه عبد المقصود عبد الحميد أبو عُبيَّة    الجزء : 1  صفحة : 68
وكان الخليفة قد ولى على مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري "سنة 47هـ/ 667م" وهو من أنصار البيت الأموي الذي أعانوا معاوية على الوصول إلى الخلافة، فكافأه بولاية مصر، وظل واليا عليها إلى سنة "62هـ/ 681م". وعندما رأى مسلمة أن "إفريقية" أصبحت ولاية وميدانا جديدا واسعا للفتوحات طمحت نفسه إلى أن يحوزها، فسعى عند الخليفة في عزل عقبة، وجمعت له الولاية على مصر وإفريقية معا، ثم ولى على "إفريقية" رجلا من أهل مصر مولى له -نائبا عنه- هو "أبو المهاجر دينار"1.
وكان مسلمة قد أوصى الوالي الجديد أن يعزل عقبة أحسن العزل"2، فلما قدم أبو المهاجر "إفريقية" أساء عزل هذا القائد الكبير، وحبسه. ولم يكتف بذلك، وإنما كره نزول "القيروان"، ونزل في قرية صغيرة على بعد ميلين منها، تعرف بـ "تكرور" أو "تكروان" رغبة في التقليل من أهمية العاصمة الجديدة، وإيجاد بديل عنها، وبل وحث الناس على تعمير الموضع الجديد3. وقد خرج عقبة فتوجه إلى دمشق، وشكا للخليفة، فطيب نفسه، ولكنه لم يرده إلى ولايته. يقول ابن عذارى: "ولما قدم عقبة على معاوية قال له: فتحت البلاد، ودانت لي، وبنيت المنازل، واتخذت مسجدا للجماعة، وسكنت الناس "أي بنيت لهم مساكن"، ثم أرسلت عبد الأنصار فأساء عزلي؟ فاعتذر له معاوية ... وتراخى الأمر حتى توفي -أي الخليفة- "سنة 60هـ" وأفضى الأمر "أي الخلافة" إلى يزيد ابنه"4.
والحق أن أبا المهاجر كان من خيرة الولاة، وعلى قدر كبير من الحكمة، ولم يكن أقل كفاءة من عقبة بن نافع، فهما ينتميان إلى مدرسة واحدة، هي مدرسة الإسلام، وتعلم فيها الاثنان معنى الجهاد، والتضحية في سبيل الله -عز وجل. ورغم كل ما ذكره المؤرخون من خلاف بين القائدين، أو ما حدث بينهما من إساءة

1 راجع الكامل "3/ 321". والبيان "1/ 21"، وفتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم ص"197".
2 فتوح مصر والمغرب ص"197".
3 فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم ص"197"، البيان المغرب "1/ 21-22".
4 البيان المغرب لابن عذارى "1/ 22". وورد في الكتاب نفسه أن عقبة دعا على أبي المهاجر أن يمكنه الله منه، فبلغت أبا المهاجر دعوته، فقال: "هو عبد لا ترد دعوته"، لم يزل خائفا منه، نادما على ما فعل معه -وراجع أيضا: فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم ص"197".
اسم الکتاب : موجز عن الفتوحات الاسلاميه المؤلف : طه عبد المقصود عبد الحميد أبو عُبيَّة    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست