قال لي أبي: كنا مع علي بن زيد و نحن زهاء مائتي فارس نازلين ناحية من سواد الكوفة، و قد بلغنا خبر الشاه بن الميكال و نحن معه نحيون، فقال لنا علي بن زيد: إن القوم لا يريدون غيري، فاذهبوا، أنتم في حل من بيعتي.
فقلنا: لا و اللّه لا نفعل هذا أبدا. فأقمنا معه، و وافانا الشاه في جيش عظيم -لا يطاق، فدخلنا من رعبه أمر عظيم، فلما رأى ما لحقنا من الجزع قال لنا: اثبتوا و انظروا ما أصنع، فثبتنا و انتضى [3] سيفه، ثم قنع فرسه [4] و حمل في وسطهم يضربهم يمينا و شمالا، فأفرجوا لهحتى صار خلفهم، و علا على تلعة فلوح إلينا، ثم حمل من خلفهم فأفرجوا له حتى عاد إلى موقعه، ثم قال لنا: ما تجزعون من مثل هؤلاء. ثم حمل ثانية ففعل مثل ذلك و عاد إلينا، و حمل الثالثة و حملنا معه فهزمناهم