اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني الجزء : 1 صفحة : 439
قال أبو الفرج:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال:
ذكر محمد بن جعفر بحضرة أبي الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد اللّه، فسمعنا أبا الطاهر يحسن الثناء عليه، و قال: كان عابدا فاضلا، و كان يصوم يوما و يفطر يوما [1] .
قال أبو الفرج:
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرنا يحيى بن الحسن قال: سمعت مؤملا يقول:
رأيت محمد بن جعفر يخرج إلى الصلاة بمكة في سنة بمائتي رجل من الجارودية، و عليهم ثياب الصوف، و سيماء الخير ظاهر.
قال أبو الفرج:
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، قال:
كانت خديجة بنت عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين تحت محمد بن جعفر بن محمد، و كانت تذكر أنه ما خرج من عندهم قط في ثوب فرجع حتى يهبه [2] .
حدثني أحمد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا موسى بن سلمة، قال:
كان رجل قد كتب كتابا في أيام أبي السرايا يسب فاطمة بنت رسول اللّه (ص) و جميع أهل البيت، و كان محمد بن جعفر معتزلا تلك الأمور لم يدخل في شيء منها، فجاءه الطالبيون [3] فقرءوه عليه فلم يرد عليهم جوابا حتى دخل بيته، فخرج عليهم و قد لبس الدرع، و تقلّد السيف، و دعا إلى نفسه، و تسمى بالخلافة و هو يتمثل:
[3] في الطبري 10/233 «... فلما رأى حسين بن حسن و من معه من أهل بيته تغبر الناس لهم بسيرتهم، و بلغهم أن أبا السرايا قد قتل، و أنه قد طرد من الكوفة و البصرة و كور العراق من كان بها من الطالبيين، و رجعت الولاية بها لولد العباس اجتمعوا إلى محمد بن جعفر... فقالوا له: قد تعلم حالك في الناس، فأبرز شخصك نبايع لك بالخلافة فإنك إن فعلت ذلك لم يختلف عليك رجلان، فأبى ذلك عليهم، فلم يزل به ابنه علي بن محمد بن جعفر، و حسين بن حسن الأفطس حتى غلبا الشيخ على رأيه فأجابهم، فأقاموه يوم الجمعة بعد الصلاة، لست خلون من ربيع الآخر، فبايعوه بالخلافة، و حشروا إليه الناس من أهل مكة و المجاورين فبايعوه طوعا و كرها، و سموه بامرة المؤمنين، فأقام بذلك أشهرا و ليس له من الأمر إلاّ اسمه، و ابنه علي و حسين بن حسن، و جماعة منهم أسوأ ما كانوا سيرة و أقيح ما كانوا فعلا..... » .
اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني الجزء : 1 صفحة : 439