بطل يخوض بنفسه غمراتها # لا طائشا رعشا و لا مستسلما [1]
حتى مضت فيه السيوف و ربّما # كانت حتوفهم السيوف و ربّما
أضحى بنو حسن أبيح حريمهم # فينا و أصبح نهبهم متقسّما
و نساؤهم في دورهنّ نوائح # سجع الحمام إذا الحمام ترنّما
يتوسّلون بقتلهم و يرونه # شرفا لهم عند الإمام و مغنما [2]
و اللّه لو شهد النبيّ محمد # صلّى الإله على النبي و سلّما
إشراع أمّته الأسنّة لابنه # حتى تقطّر من ظباتهم دما
حقّا لأيقن أنهم قد ضيّعوا # تلك القرابة و استحلوا المحرما
و قال إبراهيم بن عبد اللّه يرثي أخاه:
سأبكيك بالبيض الرّقاق و بالقنا # فإنّ بها ما يدرك الطالب الوترا
و إنّا أناس لا تفيض دموعنا # على هالك منّا و لو قصم الظّهرا
و لست كمن يبكي أخاه بعبرة # يعصّرها من جفن مقلته عصرا
و لكنني أشفي فؤادي بغارة # ألهّب في قطري كتائبها جمرا
28-عبد اللّه الأشتر
و عبد اللّه الأشتر بن محمد [3] بن عبد اللّه ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب و أمه أم سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
كان عبد اللّه بن محمد بن مسعدة المعلم أخرجه بعد قتل أبيه إلى بلد
[1] في الطبري و ابن الأثير «بطلا» .
[2] كذا في الطبري و في ط و ق و ابن الأثير «بقتله» .
[3] الطبري 9/279-281 و ابن الأثير 5/239-241.