اسم الکتاب : مقاتل الطالبيين المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني الجزء : 1 صفحة : 207
و كان أهل بيته يسمونه المهدي، و يقدرون أنه الذي جاءت فيه الرواية.
و كان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية [1] ، و أنه المقتول بأحجار الزيت.
و كان من أفضل أهل بيته، و أكبر أهل زمانه في زمانه، في علمه بكتاب اللّه، و حفظه له، و فقهه في الدين، و شجاعته، و جوده، و بأسه، و كل أمر يجمل بمثله، حتى لم يشك أحدأنه المهدي، و شاع ذلك له في العامة؛ و بايعه رجال من بني هاشم جميعا، من آل أبي طالب، و آل العباس، و ساير بني هاشم؛ ثم ظهر من جعفر بن محمد قول في أنه لا يملك، و أن الملك يكون في بني العباس، فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه.
و خرجت دعاة بني هاشم إلى النواحي عند مقتل الوليد بن يزيد، و اختلاف كلمة بني مروان، فكان أول ما يظهرونه فضل علي بن أبي طالب و ولده، و ما لحقهم من القتل و الخوف و التشريد، فإذا استتب لهم الأمرادعى كل فريق منهم الوصية لمن يدعو إليه. فلما ظهرت الدعوة لبني العباس و ملكوا، حرص السّفاح، و المنصور على الظفر بمحمد و إبراهيم [2] لما في أعناقهم من البيعة لمحمد؛ و تواريات فلم يزالا ينتقلان في الاستتار، و الطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى، حتى ظهرا فقتلا، صلوات اللّه عليهما و رضوانه! قال أبو الفرج الأصبهاني:
و أنا أذكر من ذلك طرفا يتسق به خبرهما دون الإطالة لسائر ما عندي من ذلك، إذ كان هذا كتابا مختصرا قريب المأخذ، و كان شرح جميع ما روى في ذلك -على كثرته-يطول به الكتاب.
[1] في مروج الذهب 2/169 «كان يدعى النفس الزكية لزهده و نسكه» .