responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دوله الاسلام في الاندلس المؤلف : عنان، محمد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 714
طريقهم، وأجمعوا على قصد حصن قشترب، وأيأسوا من الخروج على غيره،
فلما استقبل أمير المؤمنين لامه، وقطع بعض محلته، وقطع بعض محلته، استقبل شَعْراء لا يتخللها
المتفرد بحمده، ولا يتخلص منها المخف، لو لم يكن أحد يعترضه.
ثم أشرف
على خنادق قفرة ومهاو تتقاذفه، وأجراف منقطعة قد عرفها المشركون
وقدموا إليها، وألقوا إلى ساقة الجيش فرسانهم، فدارت عليهم الحرب،
وصرع فيها من جلة فرسانهم، ومتقدمى رجالهم جملة، لو أصيبت بحيث يتراء
الجمعان لكانت سبب هزيمتهم، ولكنهم وثقوا بالوعد، وانتظروا تقدم الحماة
وترادف الأثقال، فحامى أمير المؤمنين برجاله وخاصته عن المسلمين ساعات
من النهار، حتى تقدم أكثرهم، وجارت الخندق لقتالهم، إلا من ضعفت دابته،
ْأو ضعفت تعبئته عن استنفارها.
فلما رأوا الخلل تصايحوا من قنن الجبال،
وانحطوا من أعاليها انحطاط الأوعال، فأصابوا من الأمتعة والدواب المثقلة،
ما لو أصاروا مثله في مجال حرب أو سهل من الأرض، لما أنكر مثله عند
مقارعة الرجال، وتصرف الأحوال.
وحامى صاحب العسكر عن كل من
أجاز الخندق وخلص من مضايقه، حتى أسهلوا، واجتمع لأمير المؤمنين
جيوشه وانتظمت جموعه، وسلم الله رجاله، فلم يصب منهم أحد.
وفى ذلك دليل
للسامع عن الموقعة أنها لم تدر بغلبة، ولا ظفر المشركون أظفروا به فيها عن
مساواة ولا كثرة، ولكن ضيق المسالك، ووعر الطريق، وسوء فهم الدليل،
خلى لما جلبه إلى أقدار الله تعالى التي لا تصرف، ومحنه التي لم يزل يمتحن بها
أولياءه، ليعظهم، ويبتلى عبيده ليرهبهم، وأمير المؤمنين، شاكر لله تعالى
على عظيم نعمه، وواقف على تصرف محنته، مستسهل ما اختص به في حب
طاعته، ضارع إلى الله في التقبل لقوله وفعله.
وكتابه إليك، وهو قافل بالمسلمين
على أحسن أحوالهم، وأسهل طريقهم، وأجمعه بمعايشهم، إن شاء الله.
فأمر
بقراءة كتاب أمير المزمنين على الناس قبلك أثر صلاة الجمعة ليشكرو الله على
ما أنعم به من نصر إمامهم، وسلامة إخوانهم، والصنيع الذى عمهم، فإنه يحب
الشاكرين، ويزيد الحامدين.
واعهد نسخه إلى عمال الكور حولك إن شاء الله
تعالى، والله المستعان.
وكتب يوم الإثنين لثمان خلون من ذى القعدة سنة سبع
وعشرين وثلاث ماية ".
اسم الکتاب : دوله الاسلام في الاندلس المؤلف : عنان، محمد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 714
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست