responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والانجازات السياسيه المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 217
أجابوه: "لا يمكن أن تخمد هذه الفتنة ما لم يخرج يزدجرد من حدود إيران، ولا يمكن أن تنقطع آمال الإيرانيين طالما تراودهم هذه الفكرة، وهي أن وارث عرش "كنعان" موجود على قيد الحياة"1.
ومما زاد في تشجيع الفرس على التمادي في الخروج على حكم المسلمين، والاستعداد لحرب الاسترداد؛ إخفاق هؤلاء في فتح مدينة إصطخر2، والمعروف أن العلاء بن الحضرمي عامل عمر على البحرين عبر الخليخ إلى البر الفارسي دون الحصول على إذن من الخليفة، فقصد اصطخر، وتغلب على حامية السواحل، وتابع زحفه باتجاه المدينة، إلا أنه لم يؤمن على مؤخرته حيث تقضي السياسة العسكرية السليمة بتمركز قوة عسكرية في النقاط المهمة على الطريق إلى اصطخر، فقطع الفرس عليه خط الرجعة بقيادة الهربذ، ولم ينقذه سوى قرار الخليفة بإرسال مدد من حاميات البصرة، والكوفة وعزله عمر بعد ذلك جزاء مغامرته، ووضعه بتصرف سعد3.
فتح الأهواز وتستر 4:
اعتقد الفرس أن الأندفاع الإسلامي سوف يتوقف بعد أن يصل المسلمون إلى الثور، ولهذا اطمأنوا على ديمومة مملكتهم، والواقع أن سياسة عمر أن يتوقف المسلمون عن الزحف شرقًا، ولا يتعدوا العراق انسجامًا مع تطلعاته العربية حيث كانت بعض القبائل العربية تقيم فيه؛ لكن الأحداث المتسارعة دفعته خإلى تغيير هذه السياسة تجاه الفرس، وشجعته الانتصارات الإسلامية على التوغل في عمق الأراضي الفارسية.
كانت الأوضاع السياسية في فارس مزعزعة، وأركان الحكم متفرقين في النواحي، فقد رحل يزدجرد إلى الري كما ذكرنا، إلا أنه تعرض لمؤامرة من قبل حاكمها آبان جاذويه، فغادرها إلى خراسان عن طريق أصفهان وكرمان، وأقام بمرو، واتخذها قاعدة جديدة يحكم منها ما تبقى من مملكته، واستقر الهرمزان في الأهواز، وتشتت جنود فارس في مختلف النواحي5.

1 النعماني: شلبي: سيرة الفاروق ص139.
2 اصطخر: من أعيان حصون فارس وكورها، وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك، الحموي: ج1 ص211.
3 الطبري: ج4 ص79، 80.
4 تستر: أعظم مدينة في الأهواز "خوزستان"، الحموي: ج2 ص29.
5 الطبري: ج4 ص166، 167.
اسم الکتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والانجازات السياسيه المؤلف : طقوش، محمد سهيل    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست