ولد بالمدينة في سنة ثمان و عشرين. و قيل: سنة تسع و عشرين. و ولد له أربعون ولدا من ذكر و أنثى، و كان كثير التعبد، جوادا، و إذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه ألف دينار، و خرج إلى الصلح [2].
و أهدى له بعض العبيد عصيدة، فاشترى الضيعة التي فيها ذلك العبد و العبد بألف دينار، و أعتقه و وهبها له.
و أقدمه المهدي بغداد ثم ردّه إلى المدينة لمنام له رآه.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: حدّثني الحسن بن محمد الخلال قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا عون بن محمد قال: سمعت إسحاق الموصلي يقول: حدّثني الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه و هو يقول: يا محمد فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ[3] قال الربيع: فأرسل إليّ ليلا، فراعني ذلك فجئته، فإذا هو يقرأ/ هذه الآية، و كان أحسن الناس صوتا. و قال علي بموسى بن جعفر: فجئته به فعانقه و أجلسه إلى جانبه، و قال: يا أبا الحسن، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: و اللَّه لا فعلت ذلك، و لا هو من شأني قال: صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار و رده إلى أهله إلى المدينة [4] قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلا و هو على الطريق خوف العوائق [5].