اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 81
بكر بن أبي الدنيا قال: حدّثني خالد بن يزيد [1] الأزدي قال: حدّثني عبد اللَّه بن يعقوب بن داود قال: قال أبي: حبسني المهدي في بئر و بنيت عليّ قبة، فمكثت فيها خمس عشرة سنة [2] حتى مضى صدر من خلافة الرشيد، و كان يدلى إليّ كل يوم رغيف و كوز من ماء، و أوذن [3] بأوقات الصلوات، فلما كان في رأس ثلاث عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال:
حنى على يوسف ربّ فأخرجه * * * من قعر جبّ و بيت حوله غمم
قال: فحمدت اللَّه، و قلت: أتى الفرج. قال: فمكثت حولا لا أرى شيئا، فلما كان رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال [لي]: [4]
فيأمن خائف و يفك عان * * * و يأتي أهله النائي الغريب
فلما أصبحت نوديت، فظننت أني أوذن [5] بالصلاة، فدلي لي حبل أسود، و قيل لي: اشدد به وسطك [6] ففعلت [فأخرجوني] [7] فلما قابلت الضوء عشي بصري، فانطلقوا [8] بي فأدخلوني على الرشيد/، فقيل لي: سلّم على أمير المؤمنين. فقلت:
السلام عليك و رحمة اللَّه و بركاته يا أمير المؤمنين المهدي. فقال: لست به. قلت:
السلام عليك أمير المؤمنين و رحمة اللَّه و بركاته الهادي. قال: و لست به. قلت: السلام عليك أمير المؤمنين و رحمة اللَّه و بركاته. قال [9]: الرشيد. فقلت: الرشيد. فقال: يا يعقوب، إنه و اللَّه ما شفع فيك إليّ أحد غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي،