اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 53
وسيم البوشنجي أخبرهم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن عمه عبد الملك بن قريب الأصمعي: أنه قال: كنت عند الرشيد يوما، فرفع إليه في قاض يقال له: عافية، فكبر عليه، فأمر بإحضاره، فأحضر، و كان في المجلس جمع كبير، فجعل أمير المؤمنين يخاطبه و يوقفه على ما رفع إليه، و طال المجلس، ثم ان أمير المؤمنين عطس/ فشمته من كان بالحضرة ممن قرب منه سواه، فإنه لم يشمته، فقال له الرشيد: ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم؟ فقال له عافية [لأنك] [1] يا أمير المؤمنين لم تحمد اللَّه، فلذلك لم أشمتك،
هذا النبي ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) عطس عنده رجلان فشمت أحدهما و لم يشمت الآخر، فقال يا رسول اللَّه، ما بك شمت ذلك و لم تشمتني؟ قال: «لأن هذا حمد اللَّه فشمتناه و أنت لم تحمده فلم أشمتك». فقال له الرشيد: ارجع إلى عملك، فأنت لم تسامح في عطسة تسامح في غيرها؟ و صرفه منصرفا جميلا و زبر القوم الذين كانوا رفعوا عليه
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا [أحمد بن علي] الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا علي بن محمد بن إبراهيم الرياحي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: أخبرنا أبو العباس المنصور، عن ابن الأعرابي قال: خاصم أبو دلامة رجلا إلى عافية فقال:
لقد خاصمتني غواة الرجا * * * ل و خاصمتهم سنة وافيه
فما دحض اللَّه لي حجة * * * و ما خيب اللَّه لي قافية/
فمن كنت من جوره خائفا * * * فلست أخافك يا عافيه
فقال له عافية: لأشكونّك إلى أمير المؤمنين. قال: لم تشكوني؟ قال: لأنك هجوتني قال: و اللَّه لئن شكوتني ليعزلنك. قال: و لم؟ قال: لأنك لم تعرف الهجاء من المديح [3].
973- عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر، المعروف بسيبويه النحويّ، مولى بني الحارث بن كعب. و قيل: مولى آل الربيع بن زياد [1].