اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 9 صفحة : 50
و كان سبب عزله عن واسط: أن هشيم بن بشير تقدم مع خصم له إليه، فكلّم الخصم هشيما بكلمة، فرفع هشيم يده، فلطم الخصم، فأمر سلمة بهشيم فضرب عشر درر و قال: تتعدى على خصمك بحضرتي؟ فأغضب ذلك مشيخة واسط، فخرجوا إلى الرشيد/، فلقوه بمكة يطوف، فكلّموه في سلمة و قالوا: لسنا نطعن عليه، و لكن رجل موضع رجل. فأمر بعزله و تقليد سواه [1].
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت، أخبرنا محمد بن عمر بن روح، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا طاهر بن مسلم العبديّ قال: حدثني محمد بن عمران الضبّي، حدّثنا محمد بن خلاس قال: لما عزل شريك عن القضاء تعلق به رجل ببغداد فقال: يا أبا عبد اللَّه، لي عليك ثلاثمائة درهم فأعطنيها. قال: و من أنا؟ قال:
أنت شريك بن عبد اللَّه، القاضي. قال: و من أين هي لك؟ قال: ثمن هذا البغل الّذي تحتك. قال: نعم، تعال. فجاء يمشي معه، حتى إذا بلغ الجسر قال: من ها هنا؟ فقام إليه أولئك الشرط، فقال: خذوا هذا فاحبسوه، لئن أطلقتموه لأخبرن أبا العباس عبد اللَّه بن مالك. فقالوا: إن هذا الرجل يتعلق بالقاضي [إذا عزل] [2] فيدعي عليه فيفتدي منه، قد تعلق بسلمة الأحمر حين عزل عن واسط، فأخذ منه أربعمائة درهم، فقال: هكذا؟ فكلّم فيه، فأبى أن يطلقه، فقال له عبد اللَّه بن مالك:/ إلى كم يحبس؟
قال: إلى أن يرد على سلمة الأحمر أربعمائة درهم. قال: فردّ [3] على سلمة الأحمر أربعمائة درهم، فجاء سلمة إلى شريك فشكر له، فقال له: يا ضعيف كل من سألك مالك أعطيته إياه [4].
اضطرب على سلمة حفظه فضعّفه أصحاب الحديث، و توفي ببغداد في هذه السنة. و قيل: في سنة ست و ثمانين. و قيل: سنة ثمان و ثمانين.
969- الضحاك بن عثمان بن عبد اللَّه بن خالد بن حزام.
كان علامة قريش بالمدينة بأخبارها، و أشعارها، و أيامها، و أيام العرب و أشعارها،