responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 121

قال: و قيل إنهم رأوه يوما في سوق الدفاتر و قد باع مصحفا بشعر الأعشى، فقال له الناس: أنت و اللَّه الخاسر. فبقيت [1] عليه.

قال: و كان مقتدرا على الشعر بلغ من اقتداره أنه اخترع شعرا على حرف واحد لم يسبق إليه، و أقل شعر سمع للعرب على حرفين، نحو قول دريد بن الصمة:

يا ليتني فيها جذع‌ * * * أخب فيها و أضع [ (2

فقال سلم [الخاسر] [3] لموسى الهادي شعرا على حرف واحد منه:

موسى المطر * * * غيث بكر

ثم انهمر * * * كم اعتسر

ثم اقتسر * * * و كم قدر

ثم غفر * * * عدل السير

باقي الأثر/ * * * خير البشر

فرع مضر * * * بدر بدر

لمن نظر * * * هو الوزر

لمن حضر * * * و المفتخر

لمن غبر * * * و المجتبر

لمن عثر

[4].

و ذكر الخطيب أنه كان على طريقة غير مرضيّة من المجون و الخلاعة و الفسق، ثم تعرّى و ترك ذلك، فرقت حاله، فاغتم لذلك، و رجع إلى شر مما كان عليه أولا، فباع مصحفا كان له و اشترى بثمنه دفترا فيه شعر، فشاع خبره في الناس فسمّوه: سلما الخاسر لذلك [5].

و كان من الشعراء المجيدين، و كان من تلامذة بشّار، و صار يقول أرق من شعره، فغضب بشار، و كان بشار قد قال:

من راقب الناس لم يظفر بحاجته‌ * * * و فاز بالطيبات الفاتك اللهج‌


[1] في ت: «فثبتت».

[2] في ت: «و أقع».

[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

[4] البداية و النهاية 10/ 188.

[5] تاريخ الطبري 9/ 136.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 9  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست