كان كثير البكاء و التعبد، و كان قد اتخذ غلّا من حديد يضعه في عنقه بالليل و يبكي و يتضرع إلى الصباح.
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر بن عبيد قال: حدّثني محمد بن الحسين قال:
حدّثني أبو عمر الضرير قال: حدّثني الحارث بن سعيد قال: أخذ بيدي رباح فقال: هلم يا أبا محمد حتى نبكي على قصر الساعات و نحن على هذه الحال. قال: فخرجت معه إلى المقابر، فلما نظر إلى القبور صرخ، ثم خرّ مغشيا عيلة. قال: فجلست و اللّه عند رأسه أبكي، فأفاق، فقال: ما يبكيك؟ قلت: لما أرى بك. قال: لنفسك فابك. ثم قال: وا نفساه، وا نفساه، ثم غشي عليه. قال: فرحمته و اللّه مما نزل به، ثم لم أزل عند رأسه حتى أفاق، فوثب و هو يقول: تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ[4]