اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 352
محمد بن عبد الواحد قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال: بلغني أن جارية من جواري محمد بن سليمان وقفت على قبره فقالت:
أمسى التراب لمن هويت مبيتا * * * ألق التراب فقل له حيّيتا
إنا نحبك يا تراب و ما بنا * * * إلا كرامة من عليه حثيتا
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] [2] الخطيب قال:
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكيّ قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدّثنا الأصمعي قال: كان الرشيد شديد الحب لهيلانة، و كانت قبله ليحيى بن خالد بن برمك، فدخل يوما إلى يحيى قبل الخلافة فلقيته في ممر فأخذت بكمه فقالت: نحن لا 158/ ب يصيبنا منك يوم، فقال لها: فكيف السبيل إلى ذلك، فقالت: تأخذني/ من هذا الشيخ، فقال ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة فوهبها له حتى غلبت عليه، و كانت تكثر [3] أن تقول هي إلا أنه، فسمّاها هيلانة، فأقامت عنده ثلاث سنين ثم ماتت، فوجد عليها وجدا شديدا و أنشد:
قد قلت لما ضمّنوك الثرى * * * و جالت الحسرة في صدري [4]
اذهب فلا و اللّه لا سرّني * * * بعدك شيء آخر الدهر
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] [5] الخطيب قال: أخبرنا الأصبهاني قال: أخبرنا العسكري عن أبي بكر الصولي قال: أخبرنا الغلابي قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن قال: لما توفيت هيلانة جارية الرشيد أمر العباس بن الأحنف أن يرثيها فقال:
يا من تباشرت القبور بموتها * * * قصد الزمان مساءتي فرماك
أبغي الأنيس فلا أرى لي مؤنسا * * * إلا التردد حيث كنت أراك
ملك بكاك و طال بعدك حزنه * * * لو يستطيع بملكه لفداك