اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 349
935- عبد الرحمن بن أبي الموالي، و يقال: ابن زيد ابن أبي الموالي، أبو محمد المدني، مولى علي بن أبي طالب، و قيل: مولى أبي رافع مولى رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ).
حدّث عن محمد بن كعب القرظي، و ابن المنكدر، روى عنه: الثوري، و ابن المبارك، و أبو عامر العقدي، و القعنبي، و قتيبة، و كان ثقة.
و توفي في هذه السنة.
936- غادر جارية الهادي.
حكى جعفر بن قدامة قال: كان لموسى الهادي جارية يقال لها: غادر، و كانت من أحسن النساء وجها و غناء، و كان يحبها حبا شديدا، فبينا هي تغنيه يوما عرض له فكر و سهو تغيّر له لونه، فسأله من حضر عن ذلك، فقال: وقع في فكري أني أموت، و أن أخي هارون يلي الخلافة و يتزوج جاريتي هذه، فقيل له: نعيذك باللَّه، و نقدم الكل قبلك، فأمر بإحضار أخيه و عرّفه [1] بما خطر له فأجابه بما يوجب زوال هذا الخاطر، فقال: لا أرضى حتى تحلف لي إني متى مت لم تتزوجها. فأحلفه و استوفى عليه الأيمان من الحج راجلا، و طلاق نسائه [2]، و عتق المماليك، و تسبيل ما يملكه، ثم نهض إليها فأحلفها بمثل ذلك فما لبث إلا نحو شهر حتى توفي، و ولي الرشيد فبعث يخطب الجارية، فقالت: كيف يميني و يمينك؟ فقال: أكفر عن الكل و أحج راجلا، فتزوجها/ و زاد شغفه بها على شغف أخيه حتى إنها كانت تضع رأسها على حجره و تنام و لا يتحرك 157/ أ حتى تنتبه، فبينا هي ذات يوم على ذلك انتبهت فزعة تبكي، فسألها عن ذلك، فقالت:
رأيت أخاك الساعة و هو يقول:
أخلفت و عدي بعد ما جاورت سكان المقابر * * * و نسيتني و حنثت في أيمانك الكذب الفواجر
و نكحت غادرة أخي صدق الّذي سماك غادر * * * أمسيت في أهل البلاد و غدوت في حور الغرائر
لا يهنك الألف الجديد و لا تدر عنك الدوائر * * * و لحقت بي قبل الصباح فصرت حيث غدوت صائر