اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 324
و لكن ترسل الجيوش، قال أبو معاوية: و ما ذكرت النبي ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) إلا قال صلى اللَّه على سيدي [1].
و كان الرشيد معظما للسنّة شديد النفور من البدع.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل العطار قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر درستويه قال: حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت علي بن المديني يقول: قال محمد بن حازم: كنت أقرأ حديث الأعمش عن أبي صالح على أمير المؤمنين هارون، فكلما قلت قال رسول اللَّه [( صلّى اللَّه عليه و سلّم )] قال: صلى اللَّه على سيدي و مولاي، حتى ذكرت التقاء آدم و موسى فقال عمه: يا محمد، أين التقيا؟ فغضب هارون الرشيد و قال: من طرح إليك هذا؟ و أمر به فحبس، فدخلت إليه في حبسه فقال: يا محمد، و اللّه ما هو إلا شيئا خطر ببالي، و حلف لي بالعتق و صدقة المال، و غير ذلك من معضلات الأيمان ما سمعته من أحد و لا جرى بيني و بين أحد فيه كلام. قال: [فكلّمته فيه] [2] فأمر به فأطلق من الحبس، و قال لي: يا محمد، ويحك، إنما توهمت أنه طرح إليه بعض الملحدين بهذا الكلام فأردت أن يدلني عليهم فأستفتحهم و إلا فأنا على يقين أن القرشي لا يتزندق [3].
و كان الرشيد إذا عرف الصواب رجع إليه سريعا.
أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا/ أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ قال:
حدّثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي قال: حدّثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد القاضي قال: حدّثنا أحمد بن زكريا بن سفيان قال سمعت أصحابنا يقولون: قال أبو معاوية:
دخلت على هارون [الرشيد] [4] فقال لي: يا أبا معاوية، لهممت أنه من تثبت خلافته عليّ فعلت به و فعلت [به]. فسكت، فقال لي: تكلم [تكلم] [5]. فقلت: إن أذنت لي تكلمت. فقال: تكلم، قلت: يا أمير المؤمنين، قالت تيم منا خليفة رسول اللَّه، و قالت