اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 287
ثم دخلت سنة سبع و ستين و مائة
فمن الحوادث فيها:
توجيه المهدي ابنه موسى في جند كثيف إلى جرجان للحرب [1].
و فيها: جدّ المهدي في طلب الزنادقة و البحث عنهم في الآفاق و قتلهم، و ولى أمرهم عمر الكلواذيّ، فأخذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس [2].
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: اتهم المهدي صالح بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر، فلما خاطبه أعجب بغزارة علمه و أدبه و حسن ثيابه فأمر بتخلية سبيله، فما ولي ردّه فقال: أ لست القائل:
و الشيخ لا يترك أخلاقه * * * حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله * * * كذا الضنى عاد إلى نكسه
قال: بلى، قال: و أنت لا تترك أخلاقك، و نحن نحكم فيك بحكمك. ثم أمر به فقتل و صلب على الجسر.
قال ابن ثابت: و قيل إنه بلغه عنه أبيات يعرض فيها/ بالنبيّ ( صلّى اللَّه عليه و سلّم )، قال: و يقال 129/ ب انه كان مشهورا بالزندقة و له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات.