responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 249

يوثق به فأوحش المهدي/ منه و اشتفى الربيع [1].

و روى القاسم بن الربيع قال: دخل الربيع على المهدي و أبو عبيد اللَّه يعرض عليه كتبا، فقال له أبو عبيد اللَّه: مر هذا أن [2] يتنحى- يعني الربيع- فقال له: تنح، قال: لا أفعل قال: كأنك تراني بالعين الأولى، قال: لا بل أراك بالعين التي أنت بها، قال: فلم لا تتنحى إذ أمرتك، قال: أنت ركن الإسلام، و قد قتلت ابن هذا، فلا آمن أن يكون معه حديدة يغتالك بها، فقام المهدي مذعورا و أمر بتفتيشه فوجد بين جوربه و خفه سكينا، فردّت الأمور كلها إلى الربيع، و عزل أبو عبيد اللَّه، و ولي يعقوب بن داود مكانه، و كان بلغ المهدي من قبل الربيع أن ابن أبي عبيد اللَّه زنديق، فأتي به، فأقر بذلك، فاستتيب فلم يتب، فقتله و صلبه على باب أبي عبيد اللَّه.

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه قال: حدّثني أبو الحسين علي بن هشام قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الكاتب المعروف بابن أبي عمر قال: حدّثنا محمد بن محمد العتابي قال: حدّثنا خالي أبو محمد قال: سمعت إبراهيم بن العباسي الصوفي يقول: حدّثت عن المأمون، عن الرشيد أنه سمع المهدي يقول: بعد زوال أبي عبيد اللَّه [3] عن الوزارة، و تفويض الأمر إلى يعقوب بن داود، ما رأيت أحزم و لا أفهم و لا أعف و لا أكفأ من أبي عبيد اللَّه، و لقد كنت أحبه و أجريه مجرى الوالد، و مذ خدمني اجتهدت أن يدعوني إلى داره فيمتنع و يزعم أنه لا تتسع همته و لا نعمته لذلك فاعتل، فكتب إلي باستعلاله، و أنه على الركوب إليّ عازم [4] بعد يوم أو يومين، فسابقته فركبت إليه و قلت: قد كنت أجتهد بك أن تدعوني فتأبى، و قد جئتك جامعا للعيادة و التهنئة بالعافية و الدعوة، فقال: و اللَّه يا أمير المؤمنين:

ما لي طعام و لا غلمان و لا زي يصلح لدعوتك، فقلت: قد فرغت لك من ذلك و تقدمت إلى غلماني بحمل الآلات و الطعام، و إنما أردت تشريفك و الأنس بك، و جاء الغلمان بالآلات/ و جلسنا فأكلنا و جعل يتحفني بالفاخر من الفرش و الآنية و الآلات التي في بيته 113/ أ هدية لي، فأخذت أحسنها فازداد ابتهاجا، فلما أردت الانصراف قال لي: أريد أن أبكي‌


[1] انظر: تاريخ الطبري 8/ 137- 139.

[2] «أن» ساقطة من ت.

[3] في الأصل: أبي عبيدة.

[4] «عازم» ساقطة من ت.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست