اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 24
و الدين. و سأله الأمير عبد الرحمن بن حبيب الفهري تولية القضاء فامتنع، و تمارض و شرب ماء التبن حتى اصفر لونه، فبعث [إليه] [1] عبد الرحمن فقال له: إنما أردت أن تكون عونا على الأمر، و أقلدك أمر المسلمين فتحكم عليّ و على من دوني بما تراه من الحق، فاتق اللَّه في الناس. فقال له جميل: آللَّه إنك لتفعل؟ فقال: آللَّه، فقبل، فما مرّ إلا أيام حتى أتاه رجل يدّعي على عبد الرحمن بن حبيب دعوى، فمضى معه إلى باب دار الإمارة، فقال للحاجب: أعلم الأمير بمكاني، و أن هذا يدعي عليه بدعوى. فدخل فأعلمه. و كان عبد الرحمن من أغنى من ولي إفريقية، فلبس رداء و نعلين و خرج إليه، فأقعده جميل مقعد الخصم مع صاحبه، ثم نظر بينهما، فأنصفه عبد الرحمن.
و كان جميل يركب حمارا و رسنه ليف، فمرّ يوما فعرض له خصمان [2] في موضع، فنزل عن حماره، و قعد فأراد أحدهما أن يمسك رأس الحمار، فمنعه و أمسكه هو، ثم ركب.
و كان البربر قد رحلوا إلى القيروان، فخرج إليهم الناس و معهم ابن كريب، فاقتتلوا فقتل ابن كريب في هذه السنة.
743- خالد بن يزيد، مولى عمير [3] بن وهب الجهنيّ، يكنى أبا عبد الرحيم [4].
كان فقيها مفتيا، و آخر من حدّث عنه بمصر المفضل بن فضالة.
توفي في هذه السنة.
12/ ب
744- داود/ بن أبي هند، أبو بكر- و اسم أبي هند: دينار- مولى لآل الأعلم القشريين [5].
ولد بسرخس، و روى عن أنس، و سعيد بن المسيب، و أبي عثمان النهدي، و أبي العالية، و الحسن. و كان يفتي في زمن الحسن.
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، و أثبتناه من ت.