responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 211

قعد المهدي قعودا عاما للناس، فدخل رجل في يده نعل في منديل، فقال: يا أمير المؤمنين، هذه نعل رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) و قد أهديتها لك، فقال: هاتها، فدفعها إليه، فقلب باطنها و وضعها على عينيه و أمر للرجل بعشرة آلاف درهم، فلما أخذها و انصرف قال لجلسائه: أ ترون أني لم أعلم أن رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) لم يرها فضلا عن أن يكون لبسها، و لو كذبناه لقال للناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) فردها عليّ و كان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، و النصرة للضعيف على القوي، فاشترينا لسانه و قبلنا هديته و صدقنا قوله، و رأينا الّذي فعلناه أنجح و أرجح.

أخبرنا عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أخبرني الحسن بن محمد الخلال، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عمران، قال: حدّثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدّثنا الحسن بن علي العنبري، قال: حدّثنا العباس بن عبد اللَّه بن جعفر بن سليمان بن علي [1]، قال: حدّثتني جدتي فائقة بنت عبد اللَّه، قالت [2]:

بينا أنا يوما عند المهدي و كان قد خرج متنزها إلى الأنبار إذ دخل عليه الربيع و معه قطعة/ من جراب فيه كتاب برماد و خاتم من طين قد عجن بالرماد، و هو مطبوع بخاتم 96/ أ الخلافة، فقال: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أعجب من هذه الرقعة، جاءني بها رجل أعرابي و هو ينادي: هذا كتاب أمير المؤمنين المهدي، دلوني على هذا الرجل الّذي يسمى الربيع فقد أمرني أن أدفعها إليه- أعني هذه الرقعة. فأخذها المهدي و ضحك و قال: صدق هذا خطي و هذا خاتمي، أ فلا أخبركم بالقصة؟ قلنا: يا أمير المؤمنين، رأيك أعلى [عينا] [3] في ذلك.

قال: خرجت أمس إلى الصيد في غب سماء، فلما أصبحت هاج علينا ضباب شديد و فقدت أصحابي حتى ما رأيت منهم أحدا، و أصابني من البرد و الجوع و العطش ما اللَّه به أعلم، و تحيرت عند ذلك فذكرت دعاء سمعته من أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: من قال إذا أصبح و إذا أمسى: بسم اللَّه الرحمن الرحيم و لا حول‌


[1] «ابن علي» ساقط من ت.

[2] الخبر في تاريخ بغداد 5/ 396، 397.

[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، أوردناه من تاريخ بغداد.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست