responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 208

و في رواية عن الربيع، أنه قال [1]: رأى المنصور في طريق الحج رؤيا ففزع منها و قال:

يا ربيع ما أحسبني إلا ميتا في وجهي هذا [و أنك تؤكد البيعة للمهدي‌] [2]. و ثقل و هو يقول: بادر بي إلى حرم اللَّه و أمنه [يأمن ذنوبي و إسرافي على نفسي‌] [3]، فلما وصل إلى بئر ميمون قلت: قد دخلت الحرم، فقال: الحمد للَّه و قضى من يومه.

و قال الربيع: و أمرت بالخيم فضربت، و بالفساطيط فهيئت، و عمدت إلى أمير المؤمنين فألبسته الطويلة و الدّرّاعة و أسندته و ألقيت على وجهه كله [رقيقة] [4] يرى منها شخصه و لا يفهم أمره، ثم دخلت فوقفت بالموضع الّذي أوهمهم أنه يخاطبني ثم 94/ ب خرجت، فقلت: إن أمير المؤمنين مفيق بمن اللَّه، و هو/ يقرأ عليكم السلام و يقول:

إني أحب أن يؤكد اللَّه أمركم، و يكبت عدوكم و يسر وليكم و قد أحببت أن تجددوا البيعة لأبي عبد اللَّه المهدي كيلا يطمع فيكم عدو و لا باغ، فقال القوم كلهم: وفق اللَّه أمير المؤمنين، نحن إلى ذلك أسرع، فدخل فوقف ثم رجع إليهم، فقال: هلم للبيعة، فبايع القوم كلهم ثم دخل، و خرج باكيا مشقوق الجيب لاطما على رأسه، فقال بعض من حضر: ويلي عليك يا ابن الشاة- يريد الربيع- كانت أمه ماتت و هو رضيع فأرضع على شاة.

و حفر للمنصور مائة قبر لئلا يعرف موضع قبره، و دفن في غيرها للخوف، عليه، و بويع للمهدي بمكة صبيحة الليلة التي توفي فيها المنصور.

قال أبو بكر الصولي: و كان الربيع بن أنس وزير المنصور، فلما توفي أخذ البيعة للمهدي، فشكر له المهدي ذلك إلا أنه لم يوله الوزارة لغلبة أبي عبيدة معاوية بن عبد اللَّه عليه، فولى أبا عبيدة الوزارة، و الربيع الحجبة، ثم وزر له يعقوب بن داود، ثم الفيض بن أبي صالح.

و بعثوا منارة فوصل يوم الثلاثاء للنصف من ذي الحجة، فكتم الخبر يومين، ثم خطب المهدي يوم الخميس و نعى إليهم المنصور، و قال: إن أمير المؤمنين عبد اللَّه‌


[1] الخبر في تاريخ الطبري 8/ 113.

[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل أوردناه من ت.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست