كان حيوة بن شريح دعّاء من البكاءين، و كان ضيق الحال جدا، فجلست إليه ذات يوم و هو مختل وحده يدعو، فقلت: رحمك اللَّه، لو دعوت اللَّه يوسع عليك في معيشتك؟ قال: فالتفت يمينا و شمالا فلم ير أحدا، فأخذ حصاة من الأرض فقال: اللَّهمّ اجعلها ذهبا، قال: فإذا هي و اللّه قبرة في كفه، ما رأيت أحسن منها، قال: فرمى بها إليّ و قال: لا خير في الدنيا إلا الآخرة، ثم التفت إليّ فقال: هو أعلم بما يصلح عباده، فقلت: ما أصنع بها، قال: استنفقها [3]، فهبته و اللّه أن أراده.
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا محمد بن علي بن السري، عن أبي عبد اللَّه بن بطة، قال: حدّثني أبو بكر الآجري، قال: حدّثنا أبو نصر بن كردي، قال:
حدّثنا أبو بكر المروزي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي عون، يقول: حدّثنا أبو عبد اللَّه البصري، قال: حدّثنا محمد بن بشار اليشكري [4]، قال:
[1] طبقات ابن سعد 7/ 515، و التاريخ الكبير 3/ 404، و الجرح و التعديل 3/ 1366، و تذكرة الحفاظ 1/ 185.