responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 15

خراسان فقال: نعم يا أمير المؤمنين، كانت له عندي أياد و صنائع، فاستشارني/ 8/ ب فنصحته، و أنت يا أمير المؤمنين إن اصطنعتني نصحت لك [1] و شكرت. فعفا عنه [2].

و في رواية: أن المنصور كتب إلى عامل أصبهان: للَّه دمك إن فاتك- يعني أبا نصر فأخذه و أوثقه و بعثه إليه فصفح عنه [3].

و قد كان أبو الجهم بن عطية أحد النقباء، و كان عينا لأبي مسلم على المنصور، فلما اتهمه المنصور طاوله يوما بالحديث حتى عطش، فاستسقى ماء فدعي له بسويق لوز ممزوج بالسكر، و فيه سمّ، فشربه، فلما استقر في جوفه أحسّ بالموت، فوثب مسرعا فقال له: إلى أين؟ قال: إلى حيث أرسلتني. فرجع إلى رحله فمات. فقال الشاعر:

تجنب سويق اللوز لا تقربنه‌ * * * فشرب سويق اللوز أودى أبا الجهم‌

و ذهبت «شربة أبي الجهم» مثلا للشي‌ء الطيب الطعم الخبيث العاقبة.

قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ: إن المنصور كان يقول: ثلاث كن في صدري شفى اللَّه منها: كتاب أبي مسلم إليّ و أنا خليفة: عافانا اللَّه و إياك من السوء، و دخول رسوله علينا و قوله: أيكم ابن الحارثية؟ و ضرب سليمان بن حبيب ظهري بالسياط.

قال أبو محمد: كان سليمان قد استعمل المنصور على بعض كور فارس قبل أن تصير الخلافة إلى بني العباس، فاحتجز المال لنفسه، فضربه سليمان بالسياط ضربا شديدا و أغرمه المال، فلما ولي الخلافة ضرب عنقه.

و في هذه السنة: خرج ملبّد بن حرملة الشيبانيّ بناحية الجزيرة:

فسارت إليه روابط الجزيرة و هم ألف، فقاتلهم ملبّد فهزمهم، و قتل من قتل منهم، ثم سارت إليه روابط الموصل فهزمهم، ثم سار إليه يزيد بن حاتم المهلبي، فهزمه أيضا بعد قتال شديد، ثم وجّه إليه أبو جعفر مولاه المهلهل في ألفين من نخبة الجند، فهزمهم ملبّد


[1] في الأصل: «نصحتك» و ما أثبتناه من ت.

[2] انظر: تاريخ الطبري 7/ 494.

[3] انظر: تاريخ الطبري 7/ 494.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 8  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست