اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 8 صفحة : 112
يفشون بينهم المودّة و الصفا * * * و قلوبهم محشوّة بعقارب
788- سليمان بن مهران، أبو محمد الأعمش، مولى بني كاهل [1].
أصله من طبرستان، من قرية يقال لها: دباوند. ولد يوم قتل الحسين يوم عاشوراء 54/ ب/ سنة إحدى و ستين، و سكن الكوفة، و رأى أنس بن مالك، و لم يسمع منه. و رأى أبا بكرة الثقفي و أخذ بركابه، فقال له: يا بني، إنما أكرمت ربك عز و جل.
و سمع المغرور بن سويد، و أبا وائل، و إبراهيم التيمي، و سفيان الثوري، و غيرهم، و كان من أقرأ الناس للقرآن و أعرفهم بالفرائض، و أحفظهم للحديث و أوثقهم [2] أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا عمر بن أحمد قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق قال: حدّثنا محمد بن داود قال: حدّثنا عيسى بن يونس قال: لم نر نحن و لا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش، و ما رأيت الأغنياء و السلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره و حاجته [3].
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني عبد اللَّه بن أبي بكر بن شاذان قال: أخبرنا أحمد بن علي بن محمد بن الجهم قال:
أخبرنا محمد بن جرير قال: حدّثنا أبو هشام قال: سمعت عمي يقول: قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى: اجمع الفقهاء. قال: فجمعتهم، فجاء الأعمش في جبة فرو و قد ربط وسطه بشريط، فأبطئوا فقام الأعمش فقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا و إلا فخلوا سبيلنا. فقال: يا ابن أبي ليلى، قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟! قال: هذا سيدنا، هذا الأعمش [4].
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت بإسناد له، عن