اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 4 صفحة : 182
إليه، و إن أبي فاقسمها بين المسلمين، فحلف فدفعها [إليه]، و كان فيها أربعون ألف مثقال.
قال جدي: فمنها أموالنا التي نتوارثها إلى اليوم.
قال علماء السير [1]: و لما فرغ عتبة من الأبلة جمع له المرزبان [دست ميسان] [2]، فسار إليه عتبة، و قيل لصاحب الفرات: إن ها هنا قوما يريدونك، فأقبل في أربعة آلاف أسوار.
قال المدائني [3]: كتب قطبة بن قتادة- و هو أول من أغار على السواد من ناحية البصرة- إلى عمر أنه لو كان معه عدد ظفر بمن/ في ناحيته من العجم، فبعث عمر عتبة بن غزوان أحد بني مازن بن منصور في ثلاثمائة، و انضاف إليه في طريقه نحو من مائتي رجل، فنزل أقصى البر حيث سمع نقيق الضفادع، و كان عمر قد تقدم إليه أن ينزل في أقصى أرض العرب و أدنى أرض العجم، فكتب إلى عمر: إنا نزلنا في أرض فيها حجارة خشن بيض، فقال عمر: الزموها فإنّها أرض بصرة، فسميت بذلك، ثم سار إلى الأبلة فخرج إليه مرزبانها في خمسمائة أسوار، فهزمهم عتبة، و دخل الأبلة في شعبان سنة أربع عشرة، و أصاب المسلمون سلاحا و متاعا و طعاما، و كانوا يأكلون الخبز و ينظرون إلى أبدانهم عل سمنوا؟
و أصابوا براني فيها جوز، فظنوه حجارة، فلما ذاقوه استطابوه، و وجدوا صحناة، فقالوا: ما كنا نظن أن العجم يدخرون العذرة، و أصاب رجل سراويل، فلم يحسن لبسها فرمى بها، و قال: أخزاك اللَّه من ثوب، فما تركك أهلك لخير، فجرى ذلك مثلا، ثم قيل: من شر ما ألقاك أهلك.
و أصابوا أرزا في قشره، فلم يمكنهم أكله، و ظنوه سما، فقالت بنت الحارث بن كلدة: إن أبي كان يقول إن النار إذا أصابت السم ذهبت غائلته، فطبخوه فتعلق فلم