اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 4 صفحة : 181
و قال عمر لعتبة [1]: إني أريد أن أوجهك إلى أرض/ الهند- و كانت البصرة تدعى أرض الهند، فيها حجارة بيض خشنة- لتمنع أهلها أن يمدوا اخوان فارس، فنزلها في ربيع الأول سنة أربع عشرة، و فيها سبع دساكر، فكتب إليه عمر: اجمع الناس موضعا واحدا و قد كتبت إلى العلاء بن الحضرميّ أن يمدك بعرفجة بن هرثمة، و هو ذو مكايدة للعدو، فإذا قدم عليك فاستشره، و ادع إلى اللَّه، فمن أجابك فاقبل منه، و من أبى فالجزية و إلا السيف، و اتّق مصارع الظالمين.
و في رواية [2]: أن عمر قال له: انطلق أنت و من معك حتى إذا كنتم في أقصى أرض العرب، و أدنى أرض العجم فأقيموا. فنزلوا موضع البصرة.
فأقام شهرا [3]، ثم خرج إليه أهل الأبلّة، فناهضهم عتبة، فمنحه اللَّه أكتافهم و انهزموا، فأصاب المسلمون رحلا كثيرا، و فتح اللَّه الفتح على يد أبي بكرة في خمسة أنفس، و شهد فتح الأبلة مائتان و سبعون.
[أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا أبو الحسين بن أحمد القادر بن يوسف، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، قال: أخبرنا أبو غياث أحمد بن الحسن بن أيوب، قال: أخبرنا أبو روق أحمد بن محمد، قال: حدّثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: حدّثنا موسى بن المثنى بن سلمة بن المحبّق الهذلي] [4] عن أبيه، عن جده قال:
شهدت فتح الأبلة و أميرنا قطبة بن قتادة السدوسي، فاقتسمت الغنائم، فدفعت إلي قدر من نحاس، فلما صارت في يدي تبين لي أنها ذهب، و عرف ذلك المسلمون فنازعوني إلى أميرنا، فكتب إلى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يخبره بذلك، فكتب إليه عمر: صر إلى يمينه أنه لم يعلم أنها ذهب إلا بعد ما صارت إليه، فإن حلف فادفعها