اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 4 صفحة : 178
و الفضة. قال: فكان الرجل منا يعرض الصحفة الذهب يبدلها بصحفة من فضة يعجبه بياضها/ فيقول: من يأخذ صفراء بيضاء.
قال علماء السير [1]: و خرج صبيان العسكر في القتلى و معهم الأداوي يسقون من به رمق من المسلمين، و يقتلون من به رمق من المشركين، ثم ان الفرس قصدوا المدائن يريدون نهاوند، فاحتملوا معهم الذهب و الفضة و الديباج و السلاح و بنات كسرى، و خلوا ما سوى ذلك، و اتبعهم سعد بالطلب، فبعث خالد بن عرفطة، و عياض بن غنم في آخرين، فلما صلح مرض سعد اتبعهم بمن بقي معه من المسلمين حتى أدركهم دون دجلة على بهرسير، فطلبوا المخاضة فلم يهتدوا [لها]، فدلهم رجل من أهل المدائن على مخاضة بقطربّل، فخاضوا ثم ساروا حتى أتوا جلولاء [2]، فكانت بها وقعة هزم اللَّه فيها الفرس، و أصاب المسلمون بها من الفيء أفضل ما أصابوا بالقادسية، ثم كتب سعد إلى عمر بالفتح، فكتب إليه عمر: قف مكانك و لا تتبعهم، و اتخذ للمسلمين دار هجرة و منزل جهاد، و لا تجعلن بيني و بين المسلمين بحرا، فنزل الأنبار فاجتواها، فنزل موضع الكوفة اليوم، و خط مسجدها، و خط فيه الخطط للناس.
و قيل: إن بقيلة قال له: ألا أدلك على أرض ارتفعت عن البر و انحدرت عن الفلاة، فدله على موضع الكوفة اليوم.
و قيل: كان ذلك في سنة خمس عشرة.
[أخبرنا محمد بن الحسين، و إسماعيل بن أحمد السمرقندي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا أبو طاهر المخلص، أخبرنا أحمد بن سيف، أخبرنا السري بن يحيى، أخبرنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر] [3]، عن مجالد بن سعيد، قال:
لما أتى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه الخبر بنزول رستم القادسية كان يستخبر