responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 420

و أما ما ذكرت من مواساتك، فإن ذلك ارفق لي يومي هذا حتى يقضى فينا قضاء.

فجمع نصر ولده و حشمه و أهل العلم و الرأي من أهل المملكة، فقال لهم:

هذا رجل حكيم قد فرج اللَّه به عني الكرب الّذي عجزت عنه، و إني رأيت أن أوليه أمركم، فخذوا من أدبه و حكمته و أعظموا حقه، فإذا جاءكم رسولان أحدهما مني و الآخر من دانيال فآثروا حاجته على حاجتي.

قال: فنزل منه دانيال أفضل المنازل، فجعل تدبير ملكه إليه، فلما رأى ذلك عظماء أهل بابل حسدوا دانيال، فاجتمعوا إلى نصر، فقالوا له: لم يكن على الأرض ملك أعز من ملكنا، و لا قوم أهيب في صدور أهل الأرض منا حتى دانت لنا الأرض، و الآن قد طمعوا فينا منذ قلدت ملكك هذا العبد الإسرائيلي، فقال: أ تنقموني إني عمدت إلى أحكم أهل الأرض، فاستعنت به.

ثم ان نصر هلك ببعوضة سلطت عليه و ملك مكانه ابنه «بلطا» فبطش بطش الجبارين، و كان يشرب الخمر في آنية مسجد بيت المقدس التي غنمها أبوه، فنهاه دانيال ثم قال له: إنك تقتل إلى ثلاثة، و يسلب اللَّه ملكك، فدخل بيته و أغلق بابه و دعي أوثق الناس عنده، و قال: الزم عتبة بابي فلا يمر بك أحد في هذه الأيام الثلاثة إلا قتلته، و إن قال إني أنا الملك.

فلما مضت الأيام الثلاثة قام الملك فخرج من الباب فرحا، فمر بالحارس، فقام الحارس فضربه بالسيف، و هو يقول: أنا الملك، فيقول: كذبت فقتله.

و رجع بنو إسرائيل إلى بيت المقدس، فمكثوا بأحسن حال حتى مات دانيال، ثم كثرت فيهم الأحداث و البغي، فسلط اللَّه عليهم أرطاصوس، فقتل و سبى.

و هذا دانيال من بني إسرائيل، و هو مدفون بالسوس، و لما ففتح أبو موسى السوس دل على جثة دانيال، فقام رجل إلى جثته، فكانت ركبة دانيال محاذية رأسه، و ليس بدانيال الأكبر، فإن ذاك كان بين نوح و إبراهيم، و قد سبق ذكره‌

.

اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست