اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 376
قال أبو عمران الجوني: لما مثل موسى عليه السلام جعل يبكي و يقول: لست أجزع للموت و لكني أجزع أن ييبس لساني عن ذكر اللَّه عند الموت.
قال: و كان لموسى ثلاث بنات فدعاهن فقال: يا بناتي، إن بني إسرائيل سيعرضون عليكن الدنيا بعدي فلا تقبلن منها شيئا تلقطن هذا السنبل فافركنه ثم كلنه، و ستبلغن به إلى الجنة.
قال علماء السير: توفي موسى بعد هارون بثلاث سنين، و أوصى إلى يوشع، و توفي بباب لد.
قال أبو جعفر الطبري [1]: كان جميع مدة عمر موسى عليه السلام مائة و عشرين سنة، عشرون منها في ملك أفريدون، و مائة منها في ملك منوشهر، و كان ابتداء أمره منذ بعثه اللَّه نبيا إلى أن قبضه اللَّه في ملك منوشهر.
و اختلفوا: هل مات بأرض الشام أم لا على قولين: أحدهما أنه توفي بأرض التيه، و قد روينا عن ابن عباس انه قال: ماتوا كلهم في التيه و موسى و هارون، و لم يدخل بيت المقدس إلا يوشع، و كالب بن يوفنا، و الحديث الّذي قدمناه يدل على هذا.
و القول الآخر: لما مضت الأربعون خرج موسى ببني إسرائيل من التيه، و قال لهم: ادخلوا القرية فكلوا منها حيث شئتم. قاله الربيع بن أنس، و عبد الرحمن بن زيد.
و قال ابن جرير: و هذا هو الصحيح، و إن موسى هو الّذي فتح قرية الجبارين مع الصالحين من بني إسرائيل لأن أهل السير أجمعوا أن موسى هو قاتل عوج، و كان عوج ملكهم، و كان بلعام فيمن سباه/ سباه موسى و قتله.
قال أبو الحسين بن المنادي: و قد قيل: إن اليهود لا تدري أين قبر موسى و هارون، و لو علموا لاتخذوهما إليهن من دون اللَّه.