اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 362
الخضر بالبحور، و قد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى و أنهما يجتمعان في كل موسم في كل عام.
و منها ما أخبرنا به إسحاق بن إبراهيم الختّليّ، قال: حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي قال: حدثنا علي بن الهيثم المصيصي، عن عبد الحميد بن بحر، عن سلام الطويل، عن داود بن يحيى مولى عون الطفاوي، عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس و بعسقلان، قال:
بينا أنا أسير في وادي الأردن إذا أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي، فإذا سحابة تظله من الشمس فوقع في قلبي انه إلياس النبي صلى اللَّه عليه و سلم، فأتيته فسلمت عليه فانفتل من صلاته فرد عليّ السلام، فقلت: من أنت رحمك اللَّه؟ فلم يرد عليّ شيئا، فأعدت القول مرتين، فقال: أنا إلياس النبي، فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب، فقلت له: إن رأيت رحمك اللَّه أن تدعو لي أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم حديثك، فدعا لي بثمان دعوات، فقال: يا بر يا رحيم، يا حي يا قيوم، يا حنّان يا منّان، ...... [1]، فذهب عني ما كنت أجد، فقلت: إلى من بعثت؟ قال: إلى أهل بعلبكّ، قلت: فهل يوحى إليك اليوم، فقال: منذ بعث محمد صلّى اللَّه عليه و سلم خاتم النبيين فلا.
قلت: فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال: أربعة أنا و الخضر في الأرض، و إدريس و عيسى في السماء، قلت: فهل تلتقي أنت و الخضر؟ قال: نعم في كل عام بعرفات، قلت: فما حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري و آخذ من شعره، قلت: فكم الأبدال؟ قال: هم ستون رجلا، خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ الفرات، و رجلان بالمصيصة، و رجلان بأنطاكيّة، و سبعة في سائر الأمصار تسقون بهم الغيث، و بهم ينصرون على عدوهم، و بهم يقيم اللَّه أمر الدنيا حتى إذا أراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعا.
و قد روي أنه كان في زمن نبينا صلّى اللَّه عليه و سلم، و رووا من حديث علي عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلم إثبات حياة الخضر.
و
من حديث أنس، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم بعثه إلى الخضر، و قال: ادع لرسول اللَّه.
و إن أبا بكر، و عمر، و عثمان، و عليا، و ابن عمر أثبتوا وجوده، و انه رآه عمر بن عبد العزيز، و رواه مسلمة، و رباح بن عبيدة كلاهما عن عمر بن عبد العزيز.