و روى جابر بن سمرة، قال: كأني انظر إلى اصبعي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم، و أشار بالمسبحة و التي تليها، و هو يقول: «بعثت أنا و الساعة كهاتين أو كهذه من هذه»
قال أبو جعفر الطبري: [3] و قدر ما بين صلاة العصر في أوسط أوقاتها بالإضافة إلى باقي النهار نصف سبع اليوم تقريبا، و كذلك فصل ما بين الوسطى و السبابة. فإذا كانت الدنيا سبعة آلاف سنة، فنصف يوم خمسمائة سنة.
و الّذي مال إليه الطبري و نصره: أنه قد بقي من الدنيا من حين
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم هذا خمسمائة سنة،
فقد ظهر بطلان هذا القول بما قد غبر من السنين.
و قد روى الطبري حديثا في صحته نظر، أن النبي صلّى اللَّه عليه و سلم قال: «أنا في آخرها ألفا».
قال المصنف: و هذا و إن لم يثبت صحة الرواية فهو الظاهر، و اللَّه أعلم.
و يتقوى هذا بما تقدم من أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، و قد ذهبت اليونانية من النصارى إلى أنه من لدن خلق آدم عليه السلام إلى وقت هجرة نبينا صلّى اللَّه عليه و سلم ستة آلاف سنة/ ينقص ثمان سنين، و قد مضى قريب من ستمائة فيبقى أربعمائة، و العلم بقدر الإيمان [5] ظاهر.
قال الطبري: [4] و قد زعمت اليهود أن جميع ما ثبت عندهم على ما في التوراة مما بين فيها من لدن خلق آدم إلى وقت الهجرة أربعة آلاف و ستمائة و اثنان و أربعون سنة و أشهر. و اللَّه أعلم.
[1] الحديث: في الطبري 1/ 13، و صحيح البخاري 7/ 68، 8/ 131، 132، و صحيح مسلم الفتن 132، 133، 134، 135، و الجمعة 34، و سنن النسائي 3/ 189، و سنن الترمذي 2214، و سنن ابن ماجة 45، 4040، و مسند أحمد بن حنبل 3/ 124، 130، 131، 193، 222، 237، 275، 278، 283، 311، 319، 4/ 309، 5/ 92، 335، و السنن الكبرى 3/ 206، و زاد المسير 3/ 129، و تهذيب تاريخ ابن عساكر 4/ 199، 5/ 433، 7/ 121.