responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 17  صفحة : 179
وقد استعمل العرب الهزج في أناشيد التنشيط للقتال، وفي المناسبات العامة، مثل الأفراح، والتجمعات، حيث يترنم القوم جماعةً بأنغام الهزج، فالهزج شعر مقرون بغناء وترنيم.
والرَّمَل من الشعر كل شعر مهزول غير مؤتلف البناء. قال بعض العلماء عنه: "وأما الرمل فإن العرب وضعت فيه اللفظة نفسها، عبارة عندهم عن الشعر الذي وضعه أهل الصناعة، لم ينقلوه نقلا علميًّا ولا نقلا تشبيهيًّا. وبالجملة فإن الرمل كل ما كان غير القصيد من الشعر وغير الرجز"1. وقد أخذ علماء العروض اللفظة والمعنى كما سمعوها من العرب ولم يحدثوا عليهما أي تغيير. مما يدل على أنه كان من الأبواب المميزة المعروفة عند الجاهليين. وذلك مثل الرجز والقصيد2، والمقبوض والمبسوط، على نحو ما ذكرت قبل قليل.
وأما "القصيد" من الشعر، فما تم شطر أبياته أو شطر أبنيته، سمي بذلك لكماله وصحة وزنه. سمي قصيدًا لأنه قصد واعتمد، وإن كان ما قصر منه واضطرب بناؤه نحو الرمل والرجز شعرًا مرادًا مقصودًا، وذلك أن ما تم من الشعر وتوفر آثر عندهم وأشد تقدمًا في أنفسهم مما قصر واختل، فسموا ما طال ووفر قصيدًا، أي مرادًا مقصوداً، وإن كان الرمل والرجز أيضا مرادين مقصودين3. وقيل "القصيد من الشعر المنقح المجود المهذب الذي قد أعمل فيه الشاعر فكرته ولم يقتضبه اقتضابًا كالقصيدة"4.
والقصيد، جمع القصيدة، وقيل: الجمع قصائد وقصيد. سمي قصيدًا لأن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجيد والمعنى المختار، وقالوا: سمي الشعر التام قصيدًا لأن قائله جعله من باله فقصد له قصدًا ولم يحتسه حسيًا على ما خطر بباله وجرى على لسانه، بل روى فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتضبه اقتضابًا5. ويقال قصد الشاعر وأقصد، إذا أطال وواصل عمل القصائد. والذي في العادة أن يسمى ما كان على ثلاثة أبيات أو عشر أو خمس عشرة قطعة، فأما ما زاد

1 اللسان "11/ 296"، تاج العروس "7/ 351"، "رمل".
2 اللسان "11/ 296".
3 اللسان "3/ 354"، "قصد"، تاج العروس "2/ 467"، "قصد".
4 تاج العروس "2/ 468".
5 اللسان "3/ 354"، "قصد".
اسم الکتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 17  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست