responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 14  صفحة : 63
السوق ملوك حمير، ثم من ملك اليمن من بعدهم. وأشهر ما يباع فيها الطيب, ولم يكن أحد يحسن صنع الطيب من غير العرب، حتى إن تجار البحر ترجع بالطيب المعمول تفخر به في السند والهند، ويرحل به كذلك تجار البر إلى فارس والروم1.
وأما سوق صنعاء، فكانت تقوم في النصف من شهر رمضان إلى آخره, وكانت الأبناء تعشرهم, وكان بيعهم بها الجس؛ جس الأيدي2. وقد اشتهرت ببيع الخرز والأدم والبرود, وكانت تجلب إليها من معافر3, والقطن والكتان والزعفران والأصباغ وأشباهها مما يتفق بها، ويشترون بها ما يريدون من البُرِّ والحديد وحاصلات اليمن وما يأتي إلى اليمن من تجارات البحار4.
وسوق ذي المجاز قريبة من عكاظ، وتقوم أول يوم من ذي الحجة إلى يوم التروية, ثم يصيرون إلى منى5. وقد كانت لهذيل, وكانت مبايعة العرب بها بإلقاء الحجارة، وذلك أنهم كانوا يجتمعون حول السلعة يساومون بها صاحبها، فأيهم أراد شراءها ألقى حجرًا، وربما اتفق في السلعة الرهط، فلا يجدون بدًّا من أن يشتركوا وهم كارهون, وربما ألقوا الحجارة جميعًا فيوكسون صاحب السلعة إذا تظاهروا عليه. وكانت قريش تخرج قاصدة إليها من مكة، فإن أخذت على حزن لم تتخفر من القرب حتى ترجع، وذلك أن مضر عامتهم لا تتعرض لتجار قريش ولا يتهجَّمهم حليف لمضري مع تعظيمهم لقريش ومكانتهم في البيت6.
وأما سوق حُباشة فمن أسواق العرب المشهورة القديمة في الجاهلية, في العربية الغربية, وهي سوق بتهامة، يتاجر فيها أهل الحجاز، وأهل اليمن. وكان

1 الأزمنة والأمكنة "2/ 165"، اليعقوبي "1/ 236".
2 المحبر "ص266".
3 صبح الأعشى "1/ 410 وما بعدها".
4 الأزمنة والأمكنة "5/ 165"، اليعقوبي "1/ 236".
5 المحبر "ص267".
6 الأزمنة والأمكنة "2/ 161".
اسم الکتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 14  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست