responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 14  صفحة : 62
فلئن بنيت لي المشقر في ... صعب تقصر دونه الهمم
لتنقبن عني المنيَّة ... إن الله ليس كعلمه علم1
وكان من الحصون التي تحمي قرى ساحل الخليج من الأعراب, به حامية كبيرة، تغلق عليها الأبواب عند دنو الخطر. ويظهر من قصة فتك المكعبر بتميم، أنه كان ذا بابين، وكان قد بُني لحماية المنطقة من الأعراب وللمحافظة على الأمن. وقد كان حصنًا كبيرًا ادخر فيه الفرس الميرة والأرزاق لتوزيعها على الأعراب أيام المجاعة, وبه جنود من الفرس يحكمهم قوَّاد منهم، يقومون بضبط الأمن ومراقبة حركات الأعراب.
وتعقد سوق هجر في شهر ربيع الآخر، وكان الذي يتولى تعشير التجار بها "المنذر بن ساوى" أحد بني عبد الله بن دارم, وهو ملك البحرين2. وهجر اسم لجميع أرض البحرين، وقصبة بلاد البحرين, وقد عرفت بكثرة تمرها، ومنه المثل: كمبضع تمر إلى هجر. وذكر أن "عمر" تذكرها فقال: عجبت لتاجر هجر وراكب البحر، كأنه أراد لكثرة وبائها، فتاجرها وراكب البحر في الخطر سواء3, ويظهر أنها كانت موبوءة.
ثم يرتحلون نحو عمان من البحرين أيضًا، فتقوم سوقهم بها. ثم يرتحلون فينزلون "إرم" وقرى الشحر، فتقوم أسواقهم بها أيامًا. ثم يرتحلون فينزلون سوق عدن4.
أما "سوق عدن"، فكانت تقوم أول يوم من شهر رمضان إلى عشر يمضين منه, وكانت الأبناء هي التي تعشر التجار بها، والأبناء هم أبناء الفرس الذين فتحوا اليمن مع وهرز وقتلوا الحبشة. وكان التجار لا يتخفرون فيها بأحد؛ لأنها أرض مملكة وأمرها محكم5، أما ما قبل حكم الأبناء، فقد كان يعشر هذه

1 وقال عنه "لبيد":
وأفنى بنات الدهر أرباب ناعط ... بمستمع دون السماء ومنظر
وأنزلن بالدومي من رأس حصنه ... وأنزلن بالأسباب رب المشقر
تاج العروس "3/ 311"، "شقر".
2 صبح الأعشى "1/ 410 وما بعدها".
3 تاج العروس "3/ 613 وما بعدها"، "هجر".
4 صبح الأعشى "1/ 411".
5 المحبر "ص266".
اسم الکتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 14  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست