responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتوح لابن اعثم المؤلف : ابن أعثم    الجزء : 1  صفحة : 6
ذكر ابتداء سقيفة بني ساعدة وما كان من المهاجرين والأنصار
قال: ثم أقبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على المسلمين فقال: أيها الناس! إنه من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمّدا فإنّ محمدا قد مات، والله! لقد نعى الله نبيّه محمدا عليه السلام نفسه فقال تبارك وتعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [1] ثم قال وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ من قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ 21: 34- 35 [2] ثم قال وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمن يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئاً وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ 3: 144 [3] ألا! وإن محمدا عليه السلام قد مضى لسبيله، ولا بدّ لهذا الأمر من قائم يقوم به، فدبّروا وانظروا وهاتوا رأيكم- رحمكم الله [4] . قال: فناداه الناس من كل جانب: نصبح وننظر في ذلك إن شاء الله، ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. 18: 39 قال: فانصرف الناس يومهم ذلك، فلما كان من غد انحازت طائفة من المهاجرين إلى أبي بكر رضي الله عنه، وانحازت طائفة من الأنصار إلى سعد بن عبادة الخزرجي في سقيفة بني ساعدة. قال: وجلس علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في منزله مغموما بأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده نفر من بني هاشم وفيهم الزبير بن العوام. قال: فاجتمع الناس من جميع جنبات المدينة يستمعون ما يكون من كلام المهاجرين والأنصار [5] ، وكان أول من تكلم من الأنصار يومئذ خزيمة بن ... [6] ذو

[1] سورة الزمر: 30.
[2] سورة الأنبياء: 34- 35.
[3] سورة آل عمران: 144.
[4] جاء كلام أبي بكر هذا بعد ما اختلف الصحابة فيما بينهم فمن قائل يقول: مات رسول الله (ص) ، ومن قائل: لم يمت. وكان عمر بن الخطاب قد قام في الناس يقول: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله (ص) توفي وأنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، والله ليرجعن رسول الله (ص) ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنه مات. وكان أبو بكر غائبا ببيته في السنح، فاستدعي سريعا فجاء، فقام في الناس وقال ما قال، وأزاح الجدل وأزال الإشكال.
(الطبري 3/ 202 البداية والنهاية 5/ 265 الكامل لابن الأثير 2/ 11) .
[5] قارن ما جرى يوم السقيفة مع الطبري 3/ 205 وما بعدها وابن الأثير 2/ 13 والبداية والنهاية 5/ 265.
[6] كذا بياض بالأصل. وهو خزيمة بن ثابت، ذو الشهادتين، ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن
اسم الکتاب : الفتوح لابن اعثم المؤلف : ابن أعثم    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست