responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 8  صفحة : 100
مَشْيَخَةَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ.
فَأَمَّا مَا يَلْهَجُ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَعُلَمَاءِ الْأُصُولِ مِنْ إِيرَادِ حَدِيثِ: " خُذُوا شَطْرَ دينكم عن هذه الْحُمَيْرَاءِ " [1] فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ وَلَا هُوَ مثبت في شئ مِنْ أُصُولِ الْإِسْلَامِ، وَسَأَلَتُ عَنْهُ شَيْخَنَا أَبَا الْحَجَّاجِ الْمِزِّيَّ فَقَالَ: لَا أَصْلَ لَهُ.
ثُمَّ لَمْ يَكُنْ فِي النِّسَاءِ أَعْلَمُ مِنْ تِلْمِيذَاتِهَا عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ.
وَقَدْ تَفَرَّدَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عائشة بمسائل عن الصَّحَابَةِ لَمْ تُوجَدْ إِلَّا عِنْدَهَا، وَانْفَرَدَتْ بِاخْتِيَارَاتٍ أيضاً وردت أخبار بِخِلَافِهَا بِنَوْعٍ مِنَ التَّأْوِيلِ.
وَقَدْ جَمَعَ ذَلِكَ غير واحد من الأئمة، فمن ذلك قال الشَّعْبِيُّ: كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قال: حدثتني الصدِّيقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سموات.
وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
قَالَ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاس أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: عَائِشَةُ، قُلْتُ: وَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا " وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَيْضًا عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " [2] وَقَدِ اسْتَدَلَّ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى تَفْضِيلِ عَائِشَةَ عَلَى خَدِيجَةَ بِهَذَا الحديث، قال: فَإِنَّهُ دَخَلَ فِيهِ سَائِرُ النِّسَاءِ الثَّلَاثِ الْمَذْكُورَاتِ وَغَيْرُهُنَّ، وَيُعَضِّدُ ذَلِكَ أَيْضًا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ ثَنَا، عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَتْ: " اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ - أُخْتُ خَدِيجَةَ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَالَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَغِرْتُ وقلت: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حمراء الشدقين هلكت في الدهر الأول، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا؟ " هَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، فَأَمَّا مَا يُرْوَى فِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ: " والله ما أبدلني خَيْرًا مِنْهَا " فَلَيْسَ يَصِحُّ سَنَدُهَا.
وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ مُطَوَّلًا عِنْدَ وَفَاةِ خَدِيجَةَ، وَذَكَرْنَا حُجَّةَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى تَفْضِيلِهَا عَلَى عَائِشَةَ بِمَا أغني عن إعادتها ههنا.
وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يوماً: " يا عائش هذا جبرئيل يُقْرِئُكِ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلام وَرَحْمَةُ اللَّهِ وبركاته، ترى مالا أَرَى " [1] وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ النَّاسَ كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمع أزواجه إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَقُلْنَ لَهَا: قُولِي لَهُ يأمر النَّاس أن يهدوا له حَيْثُ كَانَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْنَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ لَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهَا، ثُمَّ لَمَّا دَارَ إِلَيْهَا قَالَتْ لَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن

[1] رواه الترمذي في المناقب ح 3885 ص 5 / 706.
[2] أخرجه البخاري في فضائل الصحابة ح 3770 فتح الباري 7 / 106 والترمذي في المناقب ح 3887 ص 5 / 706.
(*)
اسم الکتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 8  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست