responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 7  صفحة : 361
وَبَعَثْتُ فُلَانًا فَخَانَ وَغَدَرَ، وَبَعَثَ الْمَالَ إِلَى مُعَاوِيَةَ لَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَدَحٍ لَأَخَذَ علاقته، اللهم ستمتهم وَسَئِمُونِي، وَكَرِهْتُهُمْ وَكَرِهُونِي، اللَّهُمَّ فَأَرِحْهُمْ مِنِّي وَأَرِحْنِي مِنْهُمْ " قَالَ: فَمَا صَلَّى الْجُمُعَةَ الْأُخْرَى حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.
صِفَةُ مَقْتَلِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ التَّارِيخِ وَالسِّيَرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ: أَنَّ ثَلَاثَةً مِنِ الْخَوَارِجِ وَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مُلْجَمٍ الْحِمْيَرِيُّ ثُمَّ الكندي حليف بني حنيفة مِنْ كِنْدَةَ الْمِصْرِيُّ وَكَانَ أَسْمَرَ حَسَنَ الْوَجْهِ أبلج شعره مع شحمة أذنيه وفي وجهه أَثَرُ السُّجُودِ.
وَالْبُرَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ [1] وَعَمْرُو بْنُ بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ [2] أَيْضًا - اجْتَمَعُوا فَتَذَاكَرُوا قَتْلَ عَلِيٍّ إِخْوَانَهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ
فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: مَاذَا نَصْنَعُ بِالْبَقَاءِ بَعْدَهُمْ؟ كَانُوا لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَلَوْ شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فَقَتَلْنَاهُمْ فَأَرَحْنَا مِنْهُمُ الْبِلَادَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ ثَأْرَ إخواننا؟ فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم على ابن أبي طالب.
وقال البرك وأنا أكفيكم معاوية: وقال عمرو بن بكر وأنا أَكْفِيكُمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ.
فَتَعَاهَدُوا وَتَوَاثَقُوا أَنْ لَا يَنْكِصَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَهُ فَأَخَذُوا أَسْيَافَهُمْ فَسَمُّوهَا وَاتَّعَدُوا لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ أَنْ يُبَيِّتَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ فِي بَلَدِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ فَأَمَّا ابْنُ مُلْجَمٍ فَسَارَ إِلَى الْكُوفَةِ فَدَخَلَهَا وَكَتَمَ أَمْرَهُ حَتَّى عَنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ هُمْ بِهَا، فَبَيْنَمَا هُوَ جالس في قوم من بني الرباب يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان إذا أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا قَطَامِ بِنْتُ الشِّجْنَةِ [3] ، قَدْ قَتَلَ عَلِيٌّ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ أَبَاهَا وَأَخَاهَا، وَكَانَتْ فَائِقَةَ الْجَمَالِ مَشْهُورَةً بِهِ، وَكَانَتْ قَدِ انْقَطَعَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ تَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَلَمَّا رَآهَا ابْنُ مُلْجَمٍ سَلَبَتْ عَقْلَهُ وَنَسِيَ حَاجَتَهُ الَّتِي جَاءَ لَهَا، وَخَطَبَهَا إِلَى نَفْسِهَا فَاشْتَرَطَتْ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَخَادِمًا وَقَيْنَةً.
وَأَنْ يَقْتُلَ لَهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: فَهُوَ لَكِ وَوَاللَّهِ مَا جَاءَ بِي إِلَى هَذِهِ الْبَلْدَةِ إِلَّا قَتْلُ عَلِيٍّ، فَتَزَوَّجَهَا وَدَخَلَ بِهَا ثُمَّ شَرَعَتْ تُحَرِّضُهُ عَلَى ذَلِكَ وَنَدَبَتْ لَهُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهَا، مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ يُقَالُ لَهُ وَرْدَانُ، لِيَكُونَ مَعَهُ رِدْءًا، واستمال عبد الرحمن بن مُلْجَمٍ رَجُلًا آخَرَ يُقَالُ لَهُ شَبِيبُ بْنُ نجدة [2] الْأَشْجَعِيُّ الْحَرُورِيُّ قَالَ لَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ: هَلْ لَكَ فِي شَرَفِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ: قَالَ؟ قَتْلُ عَلِيٍّ، فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِدًّا كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ أَكْمُنُ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا خَرَجَ لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ شَدَدْنَا عَلَيْهِ فَقَتَلْنَاهُ، فَإِنْ نَجَوْنَا شفينا أنفسنا

[1] في مروج الذهب 2 / 457: اسمه الحجاج بن عبد الله الصريمي، ولقبه البرك.
وفي الاخبار الطوال ص 213: النزال بن عامر.
[2] في مروج الذهب: زادويه مولى بني العنبر، وفي الاخبار الطوال ص 213: عبد الله بن مالك الصيداوي.
[3] في فتوح ابن الاعثم: 4 / 137 قطام بنت الاضبع.
وفي مروج الذهب 2 / 457: قطام ابنة عمه.
(4) في ابن سعد 3 / 36: بجرة.
(*)
اسم الکتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 7  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست