responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخبار الطوال المؤلف : الدِّينَوري، أبو حنيفة    الجزء : 1  صفحة : 70


في المجوسية ، فأبت ، فورث ذلك منها ابنها أنوش زاذ وخالف أباه في الديانة ، فغضب عليه ، وأمر بحبسه في مدينة جنديسابور .
فلما غزا كسرى بلاد الشام بلغ أنوش زاذ مرضه ومقامه بحمص ، استغوى أهل الحبس ، وبث رسله في نصارى جنديسابور ، وسائر كور الأهواز ، وكسر السجن ، وخرج ، واجتمع إليه أولئك النصارى ، فطرد عمال أبيه من كور الأهواز ، واحتوى على الأموال ، وأشاع بموت أبيه ، وتهيأ للمسير نحو العراق .
وكتب خليفته بمدينة طيسفون يعلمه خبر ابنه ، وما خرج إليه ، فكتب إليه كسرى : ( وجه إليه الجنود ، وأكمش في حربه ، واحتل لأخذه ، فإن يأت القضاء عليه ، فيقتل ، فأهون دم ، وأضيع نفس ، واللبيب يعلم أن الدنيا لا يخلص صفوها ، ولا يدوم عفوها ، ولو كان شئ يسلم من شائبة إذن لكان الغيث الذي يحيي الأرض الميتة ، ولكان النهار الذي يأتي الناس رقودا فيبعهم ، وعميا فيضئ لهم ، فكم مع ذلك من متأذ بالغيث ومتداع عليه من البنيان ، وكم في سيوله وبروقه من هالك ، وكم في هواجر النهار من ضرر وفساد ، فاستأصل الثؤلول [1] الذي نجم بحدك ، ولا يهولنك كثرة القوم ، فليست لهم شوكة تبقى ، وكيف تبقى النصارى وفي دينهم : أن الرجل منهم إن لطم خده الأيسر أمكن من الأيمن ؟ ! ، فإن استسلم أنوش زاذ وأصحابه فرد من كان منهم في المحابس إلى محابسهم ، ولا تزدهم على ما كانوا فيه من ضيق ونقص المطعم والملبس ، ومن كان منهم من الأساورة [2] فاضرب عنقه ، ولا يكن منك عليهم رأفة ، ومن كان منهم من سفل الناس وأوغادهم ، فخل سبيلهم ، ولا تعرض لهم ، وقد فهمت ما ذكرت مما كان منك في نكال القوم الذين أظهروا شتم أنوش زاذ ، وذكروا أمه ، فاعلم أن أولئك ذوو أحقاد كامنة وعداوة باطنة ، فجعلوا شتم



[1] الثؤلول بالضم : حملة الثدي ، وقد استعير للدلالة على ضآلة الشأن وصغر الهمة .
[2] القادة والرماة .

اسم الکتاب : الاخبار الطوال المؤلف : الدِّينَوري، أبو حنيفة    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست