responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخبار الطوال المؤلف : الدِّينَوري، أبو حنيفة    الجزء : 1  صفحة : 2


وكان سام هو المتولي لأمر نوح من بعده ، وكان يشتو بأرض ( جوخى ) ويصيف بالموصل ، وكان طريقه في مبدئه ومنصرفه على شط دجلة من الجانب الشرقي ، فسمي لذلك سام رآه [1] ، وهو الذي تسميه العجم ( إيران ) . وقد كان تبوأ أرض العراق ، واختصها لنفسه ، فسمي إيران شهر ، وقام بالأمر بعده ابنة ( شالخ ) ، فلما حضرته الوفاة أسند الأمر إلى ابن أخيه جم بن ويرنجهان بن أرفخشذ فثبت أساس الملك ، ووطد أركانه وبنى معالمه ، واتخذ يوم النيروز عيدا [2] . . ( اختلاف الألسن ) قالوا : وفي زمان جم تبلبلت الألسن ببابل . وذلك أن ولد نوح كثروا بها ، فشحنت بهم ، وكان كلام الجميع السريانية ، وهي لغة نوح ، فأصبحوا ذات يوم ، وقد تبلبلت ألسنتهم ، وتغيرت ألفاظهم ، وماج بعضهم في بعض ، فتكلمت كل فرقة منهم باللسان الذي عليه أعقابهم إلى اليوم ، فخرجوا من أرض بابل ، وتفرقت كل فرقة جهة ، وكان أول من خرج منهم ولد يافث بن نوح ، كانوا سبعة إخوة :
الترك ، والخزر ، وصقلاب ، وتاريس ، ومنسك ، وكمارى والصين . فأخذوا ما بين المشرق والشمال ، ثم سار بعدهم ولد حام بن نوح ، وكانوا أيضا سبعة إخوة :
السند والهند والزنج والقبط وحبش ونوبة وكنعان ، فأخذوا ما بين الجنوب والدبور [3] وأقام ولد سام بن نوح مع ابن عمهم جم الملك بأرض بابل على تغير ألفاظهم .



[1] أي طريق سام ، وكلمة رآه RAH فارسية معناها طريق .
[2] كلمة فارسية مركبة من : نو ، بمعنى جديد ، وروز بمعنى يوم ، ويوم النوروز عند الفرس هو أول يوم من أيام السنة الشمسية حيث يفرح الناس به ستة أيام ، وقد كتب الحكيم عمر الخيام النيسابوري رسالة عن النيروز بالفارسية ، عنوانها ( نيروز نامه ) طبعت وطبعت سنة 1330 بطهران
[3] المراد الغرب ، فالدبور بفتح الدار ريح تهب من نحو المغرب تقابل ريح صبا

اسم الکتاب : الاخبار الطوال المؤلف : الدِّينَوري، أبو حنيفة    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست