responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخبار الطوال المؤلف : الدِّينَوري، أبو حنيفة    الجزء : 1  صفحة : 116


إلى الفلاليج [1] والأستانات ، فقال أهل الحيرة للمثنى : ( إن بالقرب منا قرية فيها سوق عظيم ، تقوم في كل شهر مرة ، فتأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد ، فإن قدرت على الغارة على تلك السوق أصبت أموالا رغيبة ) يعنون سوق بغداد ، وكانت قرية تقوم بها سوق في كل شهر .
فأخذ المثنى على البر حتى أتى الأنبار [2] ، فتحصن منه أهلها ، فأرسل إلى بسفروخ مرزبانها ليسير إليه ، فيكلمه بما يريد ، وجعل له الأمان ، فأقبل المرزبان حتى عبر إليه ، فخلا به المثنى ، وقال : ( إني أريد أن أغير على سوق بغداد ، فأريد أن تبعث معي أدلاء ، فيدلوني على الطريق ، وتسوى لي الجسر ، لأعبر الفرات ) ، ففعل المرزبان ذلك ، وقد كان قطع الجسر لئلا تعبر العرب إليه ، فعبر المثنى مع أصحابه ، وبعث المرزبان معه الأدلاء ، فسار حتى وافى السوق ضحوة ، فهرب الناس ، وتركوا أموالهم ، فملأوا أيديهم من الذهب والفضة ، وسائر الأمتعة ، ثم رجع إلى الأنبار ، ووافى معسكره .
ولما بلغ سويد بن قطبة العجلي أمر المثنى بن حارثة ، وما نال من الظفر يوم مهران كتب إلى عمر بن الخطاب ، يعلمه وهن الناحية التي هو بها ، ويسأله أن يمده بجيش . فندب عمر بن الخطاب لذلك الوجه عتبة بن غزوان المازني ، وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف ، وكانت له صحبة من رسول الله ص ، وضم إليه ألفي رجل من المسلمين ، وكتب إلى سويد بن قطبة يأمره بالانضمام إليه .
فلما سار عتبة شيعة عمر رضي الله عنه ، فقال : ( يا عتبة ، إن إخوانك من المسلمين قد غلبوا على الحيرة ، وما يليها ، وعبرت خيلهم الفرات حتى وطئت بابل ، مدينة هاروت وماروت ومنازل الجبارين ، وإن خيلهم اليوم لتغير حتى تشارف المدائن ، وقد بعثتك في هذا الجيش ، فاقصد قصد أهل الأهواز ، فاشغل أهل تلك الناحية ، أن يمدوا أصحابهم بناحية السواد على إخوانكم الذين هناك ، وقاتلهم مما يلي الأبلة ) .



[1] الفلاليج : قرى السواد من أرض فارس واحد فلوج ، وبالقرب من بغداد فلوجتان .
[2] مدينة على الفرات غربي بغداد ، كانت الفرس تسميها فيروز سابور .

اسم الکتاب : الاخبار الطوال المؤلف : الدِّينَوري، أبو حنيفة    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست