تدل فى الموجبة على الهوهوية التصديقية و فى
السالبة على سلب الهوهوية كذلك و قد تقدم براهين ذلك كله (( عند البحث عن الهيئات
)) .
و اما القسم الثانى فلا محالة يشتمل على
النسبة , خارجية و كلامية و ذهنية , لكن فى الموجبات تدل على تحقيق النسبة خارجا
نحو قولك زيد على السطح , او زيد فى الدار , فانهما من الحمليات المأولة كما ان
السوالب منها باعتبار تخلل ادات النسبة و ورود حرف السلب عليها تدل على سلب النسبة
و تحكى عن عدم تحققها واقعا .
فظهر ان الكون الرابط او النسبة يختص من بين
القضايا بموجبات هذا القسم اعنى الحملية المأولة , و اما السوالب من هذا القسم , و
القسم الاول بكلا نوعيه فلا تشتمل عليها لما تقدم فى محله من امتناع تحقق النسبة
بين الشى و نفسه و الشى و ذاتياته كما فى الاوليات و الشى و ما يتحد معه كما فى
الصناعيات و اما السوالب فهى لسلب النسبة او نفى الهوهوية بناء على التحقيق فلا
محالة تكون خالية عنها كما لا يخفى [1] .
الثانية : و فيها نتعرض لامرين الاول : بيان
ما هو مناط احتمال الصدق و الكذب , و ما يوجب كون الكلام محتملا لهما , فنقول ان
المناط فى ذلك هو الحكاية التصديقية لا التصورية , سواء تعلقت بالهوهوية اثباتا و
نفيا ام بالكون الرابط كذلك , توضيحه , ان الحكاية التصديقية التى تفيد فائدة تامة
تارة تتعلق بالهوهوية و ان هذا ذلك تصديقا , او سلب الهوهوية و نفى ان هذا ذاك
بنحو التصديق و اخرى تتعلق بالكون الرابط بنحو الاثبات نحو زيد له البياض , او زيد
فى الدار او بنحو النفى نحو ليس زيد فى الدار , فالمناط فى احتمال الصدق و الكذب
هذه الحكاية و اما اذا خلى الكلام عن تلك الحكاية التصديقية , فينتفى مناط
الاحتمال سواء دل
[1]لا
يخفى ان البحث فى اشتمال الكلام على النسبته الكلامية , لا فى اشتمال الواقع عليها
, و ما ذكر من البراهين , ما يثبت الثانى لا الاول و قد اوردنا ذلك عليه دام ظله
فى مجلس بحثه فلاحظ .