بينهما كمال الملائمة كان احد العينين مع
نقيض الاخر فى مرتبة واحدة .
و اورد : عليه المحقق المحشى ان كمال
الملائمة لا ينافى التقدم و التأخر لان العلة لها كمال الملائمة مع معلولها و هو
لا يوجب الاتحاد فى الرتبة .
و لكن يمكن ان يقال فى تقرير مقالة
الخراسانى ان الحمل الصناعى ينقسم الى حمل بالذات و هو ما يكون الموضوع فيه مصداقا
للمحمول بذاته بلا ضم حيثية زائدة على ذاته كما فى زيد انسان , و الى حمل بالعرض و
هو ما يحتاج الى حيثية زائدة حتى يصير مصداقا له بتبعه كما فى قولك الجسم ابيض اذ
كون الجسم من حيث ذاته , لا يكفى فى مصداقيته له ما لم يتخصص بخصوصية زائدة على
ذاته فحينئذ فالسواد و ان لم يصدق على البياض الا ان عدم السواد يصدق عليه حملا
بالعرض لا بالذات اذ حيثية الوجود الذى هو عين الطاردية للعدم و المنشأية للاثر ,
تمتنع ان تكون عين عدم الاخر بالذات لكن يتحدان بالعرض و يكون وجوده راسم عدمه
فحينئذ فالحمل بينهما كاشف عن اتحادهما فى الخارج اتحادا مصداقيا بالعرض , و ما
يقع فى سلسلة العلل من المقتضيات و المعدات و عدم الموانع لا يعقل ان تتحد مع
معلوله فى الخارج و لو بالعرض , اذ العلة مقدمة على معلولها عقلا و معنى هذا
التقدم كون وجود المعلول ناشئا منه و مفاضا عنه و ما هذا شأنه لا يعقل ان يتحد مع
المتأخر عنه اذ الاتحاد كما هو مفاد الحمل يأبى ان يكون احدهما مقدما و الاخر
مؤخرا و انكان رتبيا .
و بعبارة او جز : ان السواد لا يصدق على
البياض و الا اجتمع الضدان و مع عدم صدقه لابد و ان يصدق عليه نقيضه و الا ارتفع
النقيضان , و الصدق يقتضى الاتحاد و هو ينافى التقدم و التأخر رتبة فثبت اتحادهما
رتبة , هذا و لكنه ايضا لا يخلو من اشكال لما عرفت ان قوام الحمل الصناعى بالعرض
انما هو بتخصص الموضوع بحيثية زائدة حتى يصير مصداقا عرضيا ببكرتها , و المفروض ان
وجود الضد ليس عين عدم الاخر فلا محيص عن القول بالتخصص و اتصاف الموضوع بحيثية
زائدة و لكنه فى المقام ممتنع اذ الاعدام سواء كانت مطلقة ام غيرها ليست لها حيثية
واقعية حتى يتخصص به البياض و يحمل عليه على نحو الاتصاف انه عدم سواد , اذ
الاعدام