responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 136

منك الضرب مع ان التبادر على خلافه (( ثانيا )) و ان كان المراد هو الطلب الايقاعى كما هو غير بعيد من سوق كلامه ففيه , انا لا نتصور هنا غير البعث و الاغراء شيئا آخر حتى نسميه طلبا اغرائيا , و لو فرض له معنى محصل فيرد بحكم التبادر اذ هو غير متبادر من الهيئة .

الثانى : قد تقدم منا تحقيق القول فى الحقيقة و المجاز و مر ان اللفظ فيهما مستعمل فى الموضوع له و لكن ليثبت الذهن فيه و لا يتجاوز الى غيره فى الحقيقة او يتجاوز الى شى آخر بادعاء ان الثانى ايضا عينه فحينئذ يتضح ان الترجى و التمنى و التهديد و ان كانت ربما تراد من الامر لكن لا فى عرض البعث و الاغراء , بل المستعمل فيه مطلقا هو البعث و انما يجعل غبرة لغيره احيانا .

ثم الانتقال من المعنى الحقيقى اما الى معنى محقق فى الواقع كما فى قوله سبحانه(( قل فأتو بعشر سور مثله مفتريات ))[1] استعمل الامر فى البعث لكن لا يلحق عليه بل لاجل الانتقال الى امر محقق ثابت غير قابل للانشاء و هو خطائهم فى نسبه الافتراء الى رسول الله (ص ) او عجزهم عن المعارضة و المناضلة , و اما الى معنى انشائى ايقاعى , فينشأ تبعا لصيغة الامر كالترجى و تمنى الاستخلاص فى قول امرؤا القيس فى معلقته .

الا ايها الليل الطويل الا انجلى

بصبح و ما الاصباح منك بامثل

و به تتضح مشكلة اخرى و هى ان الاستفهام و الترجى و التمنى التى استعملت فى الذكر الحكيم , لو بقيت على حالها لاستلزمت النقص و الجهل و العجز فى ذاته , تعالى عن العيوب و النقايص , و حلها ان الكلمات الموضوعة لانشاء تلك المعانى كلها مستعملة فيما وضعت له لاجل الانتقال الى معنى آخر حسب مناسبة الموارد و المقامات [2] .


[1]هود : 13

[2]ان القوم فتحوا هنا بابا واسعا للبحث عن مسألة اتحاد الطلب و الارادة , حتى انتهى بحثهم الى التحقيق عن مسألة الجبر و التفويض , التى قلما يتفق لانسان ان يكشف مغزاها . ‌ <

اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست