المجمل المنفصل الدائر بين الاقل و الاكثر
فالجعل على عنوان كل , يصيرضا بطة و تكون حجة فى الموارد المشكوكة اذ الاصل الدائر
بين العقلاء هو تطابق الارادة الاستعمالية مع الارادة الجدية الا ما قام الدليل من
جانب المولى على خلافه , فهذا الظهور بنحو العموم حجة عليه فى كل فرد من افراده
حتى يقوم حجة اقوى على خلافه , فظهر ان العام مستعمل فى معناه الاول , و ان
التضييق و التخصيص فى الارادة الجدية , و مدار كون الشى حقيقة او مجازا على الاولى
من الارادتين دون الثانية و يصير حجة فى الباقى لما عرفت من ان الاصل الدائر بين
العقلاء هو تطابق الارادتين حتى يقوم دليل اقوى على خلافه .
و ان شئت قلت : ان قوله تعالى ((اوفوا بالعقود)) استعمل جميع الفاظه فيما وضعت له
لكن البعث المستفاد من الهيئة لم يكن فى مورد التخصيص , لداعى الاثبعاث بل انشائه
على نحو الكلية مع عدم ارادة الانبعاث فى مورد التخصيص , انما هو لداع آخر و هو
اعطاء القاعدة ليتمسك بها العبد فى الموارد المشكوك فالارادة الاستعمالية التى هى
فى مقابل الجدية قد تكون بالنسبة الى الحكم بنحو الكلية انشائيا و قد تكون جديا
لغرض الانبعاث , و قوله سبحانه : ((اوفوا بالعقود)) , انشاء البعث الى الوفاء بجميع
العقود و هو حجة ما لم تدفعها حجة اقوى منها , فاذا ورد مخصص يكشف عن عدم مطابقة
الجد للاستعمال فى مورده , و لا ترفع اليد عن العام فى غير مورده , لظهور الكلام و
عدم انثلامه بورد المخصص , و اصالة الجد التى هى من الاصول العقلائية حجة فى غير
ما قامت الحجة على خلافها .
لا يقال : اذا لم يكن البعث حقيقيا بالاضافة
الى بعض الافراد مع كونه متعلقا به فى مرحلة الانشاء فلازمه صدور الواحد عن داعيين
بلا جهة جامعة تكون هو الداعى .
لانا نقول : ان التمسك بالقاعدة المعروفة فى
هاتيك المباحث ضعيف جدا كما هو غير خفى على اهله و كفى فى ابطال ما ذكر ان الدواعى
المختلفة ربما تدعو الانسان الى شى واحد , اضف الى ذلك ان الدواعى المختلفة ليست
علة فاعلية لشى بل