عرف المجاز غير واحد من الادباء بانه
استعمال اللفظ فى غير ما وضع له بعلاقة معتبرة و قرينة معاندة و شذ عنهم السكاكى
فى قسم واحد من اقسامه , و هو الاستعارة و راى ان ذلك حقيقة لغوية و ان التصرف
انما هو فى امر عقلى و هو جعل ما ليس بفرد فردا , و استدل عليه بانه لولاه لما صح
التعجب فى قوله :
(( قامت تظللنى و من عجب
شمس تظللنى من الشمس ))
و لما كان للنهى عن التعجب موردا فى قول
الشاعر :
لا تعجبوا من بلى غلالته
قدزر از راره على القمر
و ما ربما يقال فى رده , من ان التعجب و
النهى عنه مبنيان على نسيان التشبيه قضاء لحق المبالغة , مردود بانه لولا الادعاء
لما كان لنسيان التشبيه معنى , و لا يقضى حق المبالغة بل الادعاء هو الذى يصحح
نسيانه و يودى به الغرض من المبالغة .
فهذا القول يشترك مع قول المشهور فى كون
الاستعمال فى غير الموضوع له , لوضوح ان استعمال اللفظ فى المصداق الحقيقى للموضوع
له بخصوصه مجاز فكيف بالفرد الادعائى فما ذهب اليه من ان الادعاء المزبور يجعله
حقيقة لغوية غير تام , و يرد عليه مضافا الى ما ذكر , ( و ان كان اقرب من قول
المشهور الى الذوق السليم ) انه لا يتم فى الاعلام الشخصية مثل (( حاتم )) و ((
مارد )) الا بتأويل بارد .