responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 26

المجاز فهو مما لا يقول به المفصل , و اما ان تكون استعمالا فى معانيها الحقيقية و لكن بداعى التشويق او غيره , فيلزم ان يكون معانيها غير ما يوجد بها حتى فى ما استعمل بداعى افاده ما هو الموضوع له .

و فيه ان من المحقق عند العارف باساليب الكلام و محاسن الجمل , هو ان المجاز ليس الا استعمال اللفظ فيما وضع له بدواع عقلائية من التمسخر و المبالغة و التشويق حتى فى مثل اطلاق الاسد على الجبان و لفظ يوسف على قبيح المنظر والا لصار الكلام خاليا عن الحسن و مبتذلا مطروحا .

و على ذلك فقائل هذا البيت :

يا كوكبا ما كان اقصر عمره . . .

و كذا تكون كواكب الاسحار

قد استعمل حرف النداء فى النداء بالحمل الشايع و اوجد فردا منه , لكن بداع آخر من التضجر و غيره , و لكن ارادة الجد على خلافه , فما قال من عدم كونها مجازا ممنوع , بل مجاز و مطلق المجاز يستعمل لفظه فى معناه الحقيقى بداعى التجاوز الى غيره و سيأتى زيادة تحقيق فى ذلك ان شاء الله .

(( ثم )) انه قدس سره قد اختار ان الحروف كلها اخطارية موضوعة للاعراض النسبية التى يعبر عنها و عن غيرها من سائر الاعراض (( بالوجودات الرابطية )) و ان مداليل الهيئات هى (( الوجود الرابط )) اى ربط العرض بموضوعه اذ لفظة (( فى )) فى قولنا : زيد فى الدار تدل على العرض الاينى . العارض على زيد و الهيئة تدل على ربطه بجوهره و ما قيل من ان مدلول الحروف اذا كان عرضا نسيبا فهو بذاته مرتبط بموضوعه فلا حاجة الى جعل الهيئة لذالك , مدفوع , بان مدلول الهيئة يفصل ما دل عليه الحروف مجملا .

قلت ان صدر كلامة مخالف ما فى الذيل , حيث افاد فى صدر كلامه ان مداليل الحروف من قبيل الاعراض النسبية اى غير الكم و الكيف من الاعراض قاطبة , فهى وجودات رابطية مستقلات فى المفهومية , و ان مداليل الهيئات عبارة عن ربط الاعراض بموضوعاتها , اى وجودات رابطة متدلية الذوات غير مستقلة

اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست